أثار المعرض، الذي يعد الأول من نوعه في مجال الفن الرقمي، وضم أعمالاً لخمس فنانات هن: منال الرويشد، هناء الشبلي، هدى الرويس، عائشة الحارثي، فوزية المطيري وحمل عنوان «إشكاليات إنسان»، جملة من التساؤلات وأعاد نشأة الرسم إلى السجال من جديد، بين الحضور، الذين اطلعوا على الأعمال المعروضة في المتحف الوطني. أستاذ التربية الفنية في جامعة الملك سعود الدكتور فواز أبو نيان، يعتبر الفن الرقمي متطلباً تشكيلياً معاصراً، «يعكس التطور التكنولوجي السريع المتنامي، وفي الوقت نفسه يعكس الحالة الانفعالية للفنان بنفس سرعة هذا التنامي، فعلى رغم النقد الموضوعي الذي يطاوله في بعض الأحيان – بوصفه فن «العفوية» أو فن غير الموهوبين، إلا أنه فن له من الخصوصية بما يمكن وصفه أنه فن يحمل شخصية تعبيرية للفنان مغلفة بتقنية مغايرة، تصنف حالة التقنية وليست حالة الفنان، بمعنى أنه يوظف الانطباع التشكيلي اللحظي بوسيط مغاير غير المعهود من صور الفن التقليدية، لتتحول معها «باليتة» دمج الألوان الى متغير رقمي له انطباع الفنان نفسه وسرعة أداء التقنية المعاصرة». أما الفنانات فيقلن في ما يشبه البيان حول اشتغالهن، وانحيازهن إلى هذا النوع من الفن، ان لديهن الرغبة في أن يكن جزءاً من هذه الحركة التي «تحاول احداث هزة في الراكد من صفحة الفن التشكيلي السعودي، فعملية صياغة وبناء اللوحة على شاشة الحاسب الآلي لا تختلف كثيراً عنها على القماش والورق. الفرق الوحيد هو الأداة والوسيط التقني». ويعتبرن الفن الرقمي «اختصاراً للمكان وللزمان، أي أنه بالامكان انجاز الأعمال الرقمية في أي مكان وأي زمان، لأن جهاز الحاسب الآلي يمثل مرسماً متنقلاً للفنان التشكيلي الرقمي». وينظرن إلى تجربتهن بصفتها تجربة تختلف في مضمونها ورؤيتها عن غيرها من المشاركات، «لكونها تستخدم اداة ترتبط بوسائط العصر للفن الرقمي، إذ عرف في الوسط الفني التشكيلي التقليدي أن هذا الفن يمارسه بعض الهواة والمبرمجين والحرفيين في مجال الحاسب الآلي، ولهذا لم ينسب أو يدرج كأحد اتجاهات الفن التشكيلي، وربما يعود ذلك الى أن بعض الممارسين للفن الرقمي حالياً ليس لديهم المشاركات في الفن التشكيلي سابقاً فيصعب رصد نمو تجربتهم».