سعودية تبتكر طريقة جديدة تتيح إجراء عمليات طبية داخل جسم الإنسان عبر الضوء ومن دون الحاجة إلى جراحة، أخرى ترسم خريطة جينية لمحاربة السرطان، ثالثة تصنع صاروخاً وترسله إلى الفضاء، أخرى وضعت اسمها إلى جانب كبار رجال الأعمال ويستثمرن بلايين الريالات، ليس في بلدهن، بل حول العالم. استطاعت المرأة السعودية في السنوات الأخيرة أن تتبوأ مناصب قيادية، ليس فقط محلياً بل أيضاً على الصعيد العالمي، فمنهن من حققن جوائز عالمية في مجالات عدة، منها الطب والهندسة وعالم المال وغيرها. في مجال الطب، انتشرت عبارة لطبيب على مواقع التواصل الاجتماعي عن البروفيسورة غادة المطيري: «إحدى عبقريات الدنيا اليوم. إن الطب بعد غادة المطيري ربما يكون غيره تماماً قبلها، بروفيسورة في ال30 من عمرها»، في إشارة إلى ما حققته من إنجازات واختراعات في مجالها. حصلت المطيري على جائزة رفيعة في مجال الإبداع العلمي في الولاياتالمتحدة التي تمنح لأفضل مشروع بحثي، وذلك عن اختراعها تقنية جديدة تمكن من إجراء عمليات طبية داخل جسم الإنسان عبر الضوء ومن دون الحاجة إلى جراحة، واختار الكونغرس الأميركي اختراعها واحداً من أهم أربعة اختراعات أنجزت في أميركا خلال العام 2012. ولدت المطيري في أميركا، وتحديداً في بورتلاند بولاية أوريغون، من أب سعودي مبتعث، وأنهت دراستها الثانوية في مدينة جدة وسافرت إلى أميركا للتحصيل الجامعي، وانتقلت إلى لوس أنجليس في العام 1997، وتخرجت من كلية العلوم قسم الكيمياء في جامعة Occidental. وأكملت غادة رسالة الماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة كاليفورنيا (بيركيلي)، وحصلت على منحة الدكتوراه من ولاية كاليفورنيا في الهندسة الكيماوية، وقدمت عشرات الأبحاث، ومؤلفاً علمياً باسم «التقنية الدقيقة»، ترجم إلى لغات عالمية عدة، وتعمل الآن أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا سان دييغو - كلية الصيدلة والعلوم. وفي المجال نفسه، برز اسم الدكتورة خولة الكريع، الحاصلة على الدكتوراه في علم جينات السرطان من المركز القومي الأميركي للأبحاث، وفي العام 2007 حصلت على جائزة هارفارد للتميز العلمي، وكانت أول شخصية عربية تحصل عليها، وتشغل منصب كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. وترأست الكريع البرنامج البحثي للتعرف على البصمة الجينية لمرضى السرطان السعوديين، إضافة إلى عملها رئيس مركز الأبحاث في مركز الملك فهد الوطني للأورام، وفي العام 2010 قلدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وكانت أول سعودية تحصل على هذا الوسام، وهي عضو سابق في مجلس الشورى السعودي. وفي مجال بعيد عن الطب، وفي عالم الصواريخ والفضاء تبرز مشاعل الشميمري الحاصلة على بكالوريوس في هندسة الطيران وأيضاً في الرياضيات التطبيقية من معهد فلوريدا التقني في ملبورن في العام 2006، وحصلت على الماجستير في العام التالي ببحثها «تصميم صاروخ نووي حراري للذهاب إلى المريخ». وتكفلت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بمصاريف دراسة مشاعل، وهي أول سعودية تعمل فيها، وعملت مهندسة صواريخ في شركة «ريفان» التي تعتبر واحدة من أكبر شركات الدفاع الأميركية، وفي العام 2010 أنشأت شركتها الخاصة «مشاعل أورسبيس» وتخطط الشركة لتصنيع صاروخ يحمل الأقمار الاصطناعية الصغيرة إلى مدار الكرة الأرضية المنخفض. وتميز السعوديات ليس حكراً على الاختراعات والطب والهندسة، إذ حظيت إدارة الأعمال والتجارة برائدات فيها، أبرزهن لبنى العليان الحاصلة على الماجستير في مجال إدارة الأعمال من جامعة إنديانا الأميركية، وتشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لمجموعة شركات العليان، وهي عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس العربي للأعمال، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي، وتعد من أشهر سيدات الأعمال في السعودية. وهناك الدكتورة أفنان الشعيبي، التي تشغل حالياً منصب الأمين العام الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية - البريطانية، وهي أول سعودية وعربية تتبوأ منصب الأمين العام الرئيس التنفيذي في كل الغرف التجارية العربية في العالم، وحاصلة على بكالوريوس أدب إنكليزي من جامعة الملك سعود والماجستير وشهادة في العلاقات الدولية من الجامعة الأميركية في واشنطن، والدكتوراه من جامعة جورج واشنطن. وفي المجال نفسه، تردد اسم سارة السحيمي كثيراً خلال الأيام الماضية، بعدما انتخبت رئيس مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية (تداول)، وتعد هذه المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة هذا المنصب منذ تأسيس الشركة العام 2007 بقرار من مجلس الوزراء، وتشغل السحيمي حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة الأهلي كابيتال الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي التجاري أكبر مصارف المملكة لناحية قيمة الأصول، وكانت تشغل من منصب رئيس إدارة المحافظ في شركة جدوى للاستثمار.