علمت «الحياة» أن السلطات المصرية وعدت أسرة الأب الروحي ل «الجماعة الإسلامية» الدكتور عمر عبدالرحمن، بالتدخل لدى السلطات الأميركية لتسريع إجراءات نقل جثمان عبدالرحمن الذي كان تُوفي داخل سجنه في ولاية كارولاينا الأميركية السبت الماضي بعد معاناة مع المرض، كما أبدت وزارة الداخلية المصرية الاستعداد لاستقبال جثمان عبدالرحمن الذي كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أميركا في قضية تفجيرات نيويورك عام 1993، وتسهيل إجراءات تشييعه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل). وكانت وزارة الخارجية المصرية قبلت قبل أيام طلباً من أسرة عبدالرحمن لاستقبال جثمان عبدالرحمن، لدفنه في الدقهلية، وفقاً لمحمد عمر عبدالرحمن نجل الأب الروحي ل «الجماعة الإسلامية» الذي اتهم السلطات الأميركية ب «تعطيل إجراءات نقل جثمان والده»، وكشف ل «الحياة» أن مسؤولاً في الرئاسة المصرية، لم يكشف اسمه، اتصل مرتين بالأسرة في اليومين الماضيين، قدم في الاتصال الأول تعازيه، فيما وعد في الثاني بتذليل أي عقبات قد تواجه العائلة في نقل الجثمان. ونقل محمد عمر عبدالرحمن عن المسؤول الرئاسي تساؤله عما «إذا كانت للأسرة طلبات، فأجبناه بأننا نطالب بتسريع إجراءات نقل الجثمان من أميركا، فوعدنا بأنه في حال ورود أي معلومات سنخبركم بها». وأضاف: «بعدها اتصل بنا مسؤول في جهاز الأمن الوطني، ودار حوار حول إجراءات تشييع جثمان الوالد، وأخبرناه بأنه سيتم تشييع الجثمان فور وصوله إلى القاهرة، إلى مسقط رأسه في قرية الجمالية بالدقهلية (شمال القاهرة)، لدفنه وإقامة جنازة هناك». وأكد محمد عبدالرحمن أن «الجهات الحكومية المصرية أبدت تعاوناً كبيراً، بعدما أرسلنا طلبنا إلى الخارجية المصرية قبل يومين التي أرسلته بدورها إلى السلطات الأميركية. كما أن محامي عبدالرحمن في أميركا قدم طلباً مماثلاً هناك ومعه طلب بتشريح الجثمان، لكن السلطات الأميركية رفضت الطلب الثاني بحجة أن القوانين الأميركية لا تسمح بتشريح الجثمان في حالة الوفاة الطبيعية». وأردف أن «الجثمان ما زال في أميركا، ويبذل محامي الشيخ هناك، بالتعاون مع الخارجية المصرية، جهوداً مكثفة للإفراج عنه» وأشار إلى «تكتم حول موعد نقل جثمان والده الذي تم تحنيطه وتغسيله وتكفينه، كما تم الانتهاء من شهادة الوفاة، بعدما أجرت السلطات الأميركية اتصالاً قبل يومين للاستعلام عن اسم والدة الشيخ عمر»، وتابع: «نحن في انتظار معرفة توقيت وصول الجثمان حتى يتسنى لنا استلامه في المطار وسرعة نقله». وتوقع الناطق باسم «حزب البناء والتنمية» (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية) خالد الشريف وصول جثمان عبدالرحمن في غضون يومين على الأكثر، مشيراً إلى أنه سيتم إقامة الصلاة وتشييع الجنازة ودفن الجثمان في مسقط رأسه في قرية الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، من دون إقامة عزاء نظراً إلى الظروف التي تمر بها البلاد، ولفت إلى أن إسلاميين موجودين في تركيا سيقيمون صلاة الغائب على عبدالرحمن عقب صلاة الجمعة المقبلة في مسجد الفاتح بإسطنبول، ومن المفترض عقد مجلس تأبيني أمس (الثلثاء) في حضور علماء الحركات الإسلامية ودعاتها وقادتها.