وافقت السلطات المصرية على تسلم جثمان الأب الروحي ل «الجماعة الإسلامية» الدكتور عمر عبدالرحمن الذي تُوفيّ أول من أمس في سجنه الأميركي. وسيوارى الثرى في مسقط رأسه في محافظة الدقهلية (دلتا النيل)، إذ من المقرر أن تقيم أسرته جنازة في مسقط رأسه، وإن كان حجم الحضور مرهون بالترتيبات الأمنية. وأكدت مصادر مصرية ل «الحياة»، أنه «سيتم السماح بإقامة جنازة عبدالرحمن في الدقهلية، لكن سيتم التنبيه على الحاضرين بالانصراف فور الانتهاء من إجراءات دفن الجثمان، وعدم استغلال الأمر وترديد شعارات سياسية». وعلمت «الحياة» أن «قيادات إسلامية» موجودة في قطر ستنظم جنازة له اليوم بحضور نجله عبدالله الذي سيغادر بعدها إلى تركيا لحضور جنازة سيقيمها «إسلاميون» موجودون في تركيا، على أن تقام صلاة الغائب الجمعة المقبل. وأوضح نجله عبدالله عمر عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «الحياة» من قطر: «قدمنا طلباً رسمياً لدفن الشيخ (عمر عبدالرحمن) في مسقط رأسه، ونسير في ترتيبات تسلم الجثمان، الإجراءات لم يكن فيها أي ممانعة، وهناك ترتيبات متواصلة مع السلطات المصرية لإنهاء الأوراق المطلوبة بالتزامن مع إجراءات يجريها محاميه في أميركا لتسلم الجثمان ونقله إلى القاهرة». وأشار إلى أنه «وفقاً للإجراءات المتعارف عليها في أميركا، فإن إجراءات نقل الجثامين تكتمل خلال ثلاثة أيام، لكن في هذه الحالة لا نعلم هل هناك إجراءات أمنية ستؤخر الأمر من عدمه». وأبلغ «الحياة» أنه تم الاتفاق على إقامة جنازة لوالده في مسقط رأسه في قرية الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)»، متوقعاً «حضور رموز إسلامية كبيرة، إذ إن الرجل ليس محسوباً على جماعة بعينها، ولم يكن له عداء مع أحد»، مشيراً إلى أن نقاشات تجري مع الأسرة وقيادات إسلامية أخرى في القاهرة في شأن إمكان إقامة الصلاة على جثمان عمر عبدالرحمن في أحد مساجد القاهرة قبل نقله إلى الدقهلية، أم إن الأمر سيكون فيه مشقة على الحاضرين، وبالتالي ستكون الصلاة والجنازة في مسقط رأسه. وسئل هل حصلت اتصالات مع أجهزة الأمن المصرية في خصوص ترتيبات الجنازة، فقال عبدالله: «لم يجر حتى الآن أي اتصالات، لكن الترتيبات والحضور ستخضع بلا شك للإجراءات الأمنية». لكن مصدراً مصرياً قال ل «الحياة» إنه «سيتم التنبيه على أسرة عبدالرحمن عدم التجمهر خلال تشييع الجثمان، وحظر أي شعارات سياسية، بالإضافة إلى الانصراف الفوري للحاضرين عقب الدفن». وكشف عبدالله أنه سيحضر اليوم اجتماعاً لقيادات إسلامية موجودة في قطر وسيتلقى خلاله العزاء، وستتم إقامة جنازة أخرى في تركيا ستنظمها شخصيات إسلامية هناك غداً، كما ستقام صلاة الغائب الجمعة المقبل في تركيا». وأكد عبدالله أن جثمان والده «لم يخضع للتشريح، المحامي قدم طلباً إلى السلطات الأميركية لفتح تحقيق في ملابسات الوفاة، لكنه قوبل بمجموعة من العراقيل، إذ أكدت السلطات الأميركية أن الوفاة طبيعية وأن الجثمان سليم، وسيتم تسليم تقرير طبي بأسباب الوفاة خلال ساعات، كما قدم المحامي طلباً آخر لنقل الجثمان إلى طبيب خاص، لكنهم امتنعوا». وكانت وزارة العدل الأميركية أكدت في بيان مساء أول من أمس أن وفاة الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر في سجن بوتنر في ولاية كارولينا الشمالية حدثت «لأسباب طبيعية بعد صراع طويل مع مرض السكري وشرايين القلب التاجية». لكن عبدالله حمّل على السلطات الأميركية «التسبب بقتل والده، ويكفي التعنت الذي جرى معه في أيامه الأخيرة، ناهيك عن محاكمته وفقاً لقوانين استثنائية». وكان الشيخ الضرير شكا في آخر اتصال مع أسرته مطلع الشهر، من زيادة القيود التي نفذتها سلطات السجن في أميركا، وأبلغت الإدارة الأميركية زوجته مساء السبت الماضي باستعدادها لنقل عبدالرحمن إلى أي بلد عربي وإسلامي، قبل أن تعاود الاتصال أول من أمس لتبلغها بوفاته. وكان عبدالرحمن يقضي عقوبة السجن المؤبد في شأن اتهامه في قضية تفجيرات نيويورك عام 1993. وكانت أسرته قدمت طلباً رسمياً إلى وزارة الخارجية المصرية من أجل استعادة جثمانه من أميركا.