يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض مبعوثاً للأمم المتحدة إلى ليبيا للتوسط في المحادثات حول تعديلات على الاتفاق السياسي الهش، بحسب ما أفاد ديبلوماسيون أمس (الخميس). وأبلغ غوتيريس مجلس الأمن في رسالة أنه يعتزم تعيين فياض خلفاً للألماني مارتن كوبلر الذي يتولى هذا المنصب منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. وشغل فياض (65 عاماً) منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية من العام 2007 حتى 2013، وشغل منصب وزير المال مرتين. ويأتي تعيينه وسط مفاوضات ديبلوماسية حول إدخال تغييرات على الاتفاق السياسي الذي أبرم بوساطة الأممالمتحدة وأدى إلى تشكيل حكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فايز السراج. وتعمل حكومة السراج في طرابلس منذ العام الماضي إلّا أنها فشلت في ترسيخ سيطرتها على المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المشير خليفة حفتر. وقال كوبلر لمجلس الأمن الأربعاء إن المحادثات حول «التعديلات المحتملة» للاتفاق السياسي تحرز تقدماً. وتركزت المفاوضات على دور حفتر في الحكومة وضرورة وجود جيش موحد في ليبيا. ميدانياً، قال ناطق ومصدر طبي إن قوات شرق ليبيا هاجمت قاعدة جوية في منطقة الجفرة وسط البلاد أمس ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل بعد ساعات من اندلاع قتال بين فصائل متناحرة في العاصمة طرابلس. واشتبكت قوات موالية لحفتر المتمركزة في الشرق مع كتائب مناوئة في منطقة الجفرة في الأسابيع الماضية واتهمتهم بمحاولة الهجوم على موانئ نفطية واقعة على ساحل البحر المتوسط سيطر عليها الجيش الوطني الليبي في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، إن الضربة العسكرية التي نفذت أمس والتي أصيب فيها أيضاً 13 شخصاً كانت تهدف إلى «شل حركة» العدو قبل هجوم متوقع على الموانئ. وزادت المعارك حول منطقة الجفرة المخاوف من تصعيد في الصراع بين التحالفات العسكرية في الشرق والغرب التي اندلعت بينها معارك متقطعة منذ 2014. ويسعى الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر لتوسيع مناطق سيطرته نحو الغرب وهدد بالزحف إلى طرابلس. وعارض حفتر، الموالي لحكومة معلنة من جانب واحد في شرق ليبيا، حكومة «الوفاق الوطني» التي وصلت إلى طرابلس غرب البلاد العام الماضي. وبعض الجماعات المسلحة في العاصمة لا زالت تدين بالولاء لحكومة ثالثة معلنة من طرف واحد بقيادة خليفة الغويل. وفي أحدث تحد لحكومة «الوفاق» أعلن محمود الزقل وهو قيادي عسكري موال للغويل أمس تشكيل «حرس وطني» قال إنها قوات ستكون مسؤولة عن تأمين مؤسسات الدولة والبعثات الديبلوماسية. ووصلت قوات الزقل إلى طرابلس أول من أمس قادمة من مصراتة وهي مسقط رأس الغويل في قافلة ضمت عشرات المركبات ما تسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة مع جماعة مسلحة موالية لحكومة «الوفاق الوطني» في حييْن جنوب العاصمة هما صلاح الدين وأبو سالم. وأجليت غالبية البعثات الديبلوماسية من طرابلس بعد معارك شرسة في 2014، لكن السفارتين التركية والإيطالية استأنفتا العمل الشهر الماضي. ويعود الاقتتال بين الفصائل الليبية إلى انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.