قال الرئيس بشار الاسد ان سورية وقبرص يمكن ان تكونا «جسراً طبيعياً بين الشرق والغرب»، لافتاً الى ان قبرص تشكل «قاسماً مشتركاً» بين منطقتي الشرق الاوسط وأوروبا و «الأقدر على حمل الحقائق الموجودة في المنطقة ونقلها إلى طاولة المباحثات في الاتحاد الأوروبي». وأطلع الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس الرئيس الاسد على مضمون مبادرته لحل القضية القبرصية، معرباً عن الامل في «مساعدة الدول الصديقة لدى تركيا لابداء الرغبة السياسية اللازمة والمساهمة في حل القضية». ورداً على سؤال ل «الحياة» عما اذا طلب من الجانب السوري بذل جهود لدى انقرة قال: «عندما تتوافر الظروف المناسبة، لا استبعد ذلك»، لافتاً الى انه اثار هذا الامر مع الجانب السوري. وبدأ الرئيس الاسد وعقيلته السيدة اسماء امس «زيارة دولة» الى نيقوسيا، هي الاولى لرئيس سوري. وبعد مراسم استقبال في القصر الرئاسي، عقدت جلستا محادثات، ثنائية وموسعة، بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ووزيرة الاقتصاد لمياء العاصي. ويعقد اليوم (الجمعة) منتدى اقتصادي لرجال الاعمال بحضور رفيع من الجانبين. وبعد توقيع خمسة اتفاقات ومذكرات تفاهم وبروتوكول تنفيذي في مجالات اقتصادية وإعلامية واجتماعية، تبادل الرئيسان الاسد وخريستوفياس تقليد الأوسمة. وقال الاسد في بيان صحافي ان العلاقات بين البلدين «تاريخية ومبنية على المصالح المشتركة والدعم المتبادل في القضايا الوطنية»، مؤكداً «أهمية الافادة من الموقع الجغرافي المتميز للبلدين لتعزيز علاقاتهما والدور المهم الذي تلعبه سورية في المنطقة والدور القبرصي في أوروبا». وأوضح ان المحادثات انطلقت من «الموقع المتميز في شرق المتوسط لكلا البلدين. قبرص في شرق المتوسط، لكنها الآن عضو في الاتحاد الأوروبي وهذا يعطيها ميزة مهمة جداً ويجعلها قاسماً مشتركاً بين المنطقتين من الناحية السياسية والجغرافية والثقافية والاقتصادية. ونحن في سورية مجاورون للاتحاد الأوروبي في شكل مباشر من خلال جوارنا لقبرص»، لافتاً الى ان هذا الموقع «يعطي قبرص ميزة داخل الاتحاد الأوروبي من خلال احتكاكها مع القضايا المعقدة والمشاكل الشائكة في منطقتنا وتأثرها المباشر بهذه القضايا، لذلك قبرص الآن هي الأقدر على حمل هذه الحقائق الموجودة في المنطقة ونقلها إلى طاولة المباحثات في الاتحاد الأوروبي لمساعدة نظرائهم الأوروبيين على فهم حقائق منطقتنا بدقة، وبالتالي تفعيل الدور الأوروبي الذي نطالب به دائماً ونجاح المبادرات الأوروبية تجاه المنطقة». وتابع الرئيس السوري ان موقف قبرص من عودة الجولان والالتزام بالشرعية الدولية «مطابق للموقف السوري». وتناولت المحادثات خصوصاً في الجلسة المغلقة «القضية القبرصية»، حيث اطلع خريستوفياس الرئيس الاسد على مبادرته القائمة على «أساس الحل السلمي والمفاوضات». وقال الاسد: «نحن نتفق في القضايا الوطنية المشتركة حول الأسلوب نفسه بالحل بغض النظر عن اختلاف التفاصيل، وأن بناء الثقة ضروري لنجاح مثل هذه المبادرة». من جهته، قال خريستوفياس في بيان ان قبرص وسورية «ملتزمتان المبادئ والقيم الاساسية مثل تطبيق الشرعية الدولية واحترام قرارات الاممالمتحدة والوحدة الاقليمية والسيادة الوطنية. لدينا هدف مشترك في دعم الحل السلمي للخلافات بين الدول». وزاد: «اطلعت الاسد على آخر تطورات القضية القبرصية، وأكدت مجدداً التزامنا التوصل الى حل عادل قابل للعيش والتطبيق. حل يعيد توحيد الدولة والشعب والمؤسسات والاقتصاد على اساس مبادئ الشرعية الدولية وفي اطار دولة فيديرالية ذات المنطقتين والطائفتين مع مساواة سياسية كما هو منصوص عليها في قرارات مجلس الامن ذات الصلة. اننا نسعى الى دولة تتمتع بسيادة وشخصية دولية وجنسية واحدة تتسم بالاحترام التام لحقوق الانسان لجميع مواطنيها». وزاد انه أكد للرئيس السوري «اننا سنستمر في الجلوس الى مائدة المفاوضات بنية حسنة واقتراحات تدعم العملية السلمية، على رغم انه لم يتم احراز التقدم المتوقع الى الآن». وزاد: «اطلعت الاسد على الاقتراحات التي قدمتها أخيراً في اطار المفاوضات، وشرحت ان الجانب التركي رفض، للاسف، هذه الاقتراحات من دون ابداء اي نية للنقاش. نأمل، بمساعدة وتأييد الدول الصديقة، ان تبدي تركيا الرغبة السياسية اللازمة وتساهم في حل القضية القبرصية». وجدد الرئس القبرصي «دعم المحاولات لايجاد حل لقضية الشرق الاوسط على اساس مبادئ الشرعية الدولية واحترام قرارات الاممالمتحدة» و «تأييد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للعيش والمتكاملة الاراضي، في الوقت الذي نقف ضد الاستيطان في الاراضي المحتلة واقامة الجدار العازل، وضد اي اجراءات تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني وتعرقل نضاله من اجل الاستقلال». واعتبر «المبادرة العربية للسلام حجر الزاوية لارساء السلام في المنطقة» وانه «لا يمكن ان يعم السلام الدائم في منطقة الشرق الاوسط الا باحترام وقبول قرارات مجلس الامن من جميع الاطراف». وقال: «لا يمكن ان يكون هناك حل لقضية الشرق الاوسط من دون اعادة اراضي الجولان المحتل الى سورية». كما نوه بالعلاقات الثنائية التي «وضع اسسها الزعيمان الكبيران الرئيس الراحل حافظ الاسد والاسقف مكاريوس».