أظهر الهجوم على مكمن للشرطة في جنوب غربي مصر ضرورة الالتفات إلى جبهات أخرى غير شمال سيناء في حرب مصر ضد الإرهاب، بعدما هاجم مسلحون مجهولون يستقلون 4 سيارات نقل صغيرة ويُقدر عددهم بنحو 30 مُسلحاً، مكمناً للشرطة على طريق الوادي الجديد – أسيوط في جنوب غرب مصر، فقتلوا 8 شرطيين بينهم ضابط وجرحوا 3 آخرين، فيما قالت وزارة الداخلية إن قوات المكمن قتلت اثنين من المهاجمين. وحمل الهجوم بصمات فرع تنظيم «داعش» في شمال سيناء، إذ تشابه في تفاصيله مع الهجوم على مكامن الشرطة في مدينة العريش في الأيام الماضية. وأفيد بأن المسلحين منعوا وصول سيارات الإسعاف من نقطة إسعاف قريبة من المكمن إلى موقع الهجوم لفترة، قبل أن تقترب قوات الدعم إلى محيط موقع الهجوم، ليفر المسلحون. ومحافظة الوادي الجديد مترامية الأطراف لها حدود مع ليبيا في غرب مصر والسودان في جنوبها، وهي في معظمها مناطق جبلية ضمن نطاق الصحراء الغربية. وشهدت المنطقة الغربية في السنوات الأخيرة هجمات متفرقة على فترات متباعدة، لكن ظل غالبيتها يستهدف المكامن والأهداف التي تقع لجهة الشمال. وأبرز الهجوم الأخير خطراً قادماً من الجبهة الجنوبية الغربية، إذ استهدف الهجوم مكمناً يقع على طريق الخارجة – أسيوط، وطوله نحو 230 كيلومتراً. وانطلق المسلحون بحسب معلومات «الحياة» من جنوب محافظة الوادي الجديد في الاتجاه الشمالي الشرقي إلى أسيوط، ثم قطعوا الطريق بسياراتهم، وبادروا في الاشتباك مع قوة المكمن عند الكيلو 67 على بعد نحو 80 كيلومتراً من الخارجة، وأكثر من 100 كيلومتر عن حدود محافظة أسيوط. واستنفرت الأجهزة العسكرية والأمنية لتأمين نقاط التماس بين الصحراء المترامية في الغرب والمناطق المأهولة بالسكان. وشرعت الأجهزة الأمنية في محافظاتأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان فى تنفيذ خطة استنفار في المناطق المتاخمة للصحراء الغربية والطرق الجبلية التي تربط تلك المحافظات في محافظة الوادي الجديد، وتشديد التدابير الأمنية في الطرق الجبلية، التي تربط جنوب الصعيد بالحدود السودانية وصحراء مصر الغربية، في محاولة لحصار العناصر الإرهابية في تلك المنطقة المترامية الأطراف. وأظهر الهجوم وجود خلية نشطة تملك قدرات تُمكنها من شن هجوم كبير في تلك المنطقة، إذ استخدم المتشددون أسلحة آلية ومتوسطة في الهجوم على مكمن «النقب». وكانت مصر كثفت من مراقبة حدودها مع ليبيا خشية فرار عناصر إرهابية منها إلى مصر، فزادت عدد الطلعات الجوية لمراقبة الحدود الغربية مع تكثيف الدوريات الأمنية والعسكرية في المنطقة، كما زادت تحصينات وأعداد المكامن الأمنية والعسكرية. وربما يستدعي الهجوم الأخير تشديدات مُشابهة للحدود الجنوبية. وانتشرت قوات الشرطة بكثافة أمام المنشآت الحيوية في الوادي الجديد، بعد فرار المسلحين إلى التخوم الجبلية لطريق الخارجة – أسيوط. ودان رئيس الوزراء شريف إسماعيل «الحادث الإرهابي الغادر». وقال بيان لمجلس الوزارء إن إسماعيل تابع تطورات الهجوم فور وقوعه، ووجه بالإسراع فى كشف ملابساته، وتتبع الجناة وتقديمهم للعدالة. وأكد استمرار الدولة في بذل الجهود للقضاء على الإرهاب ومحاربة الأفكار المتطرفة الهدامة. ودان الأزهر بشدة «الهجوم الغادر»، مؤكداً رفضه القاطع لتلك «الأعمال الإرهابية الغاشمة» التي ترفضها كل الأديان والشرائع السماوية، ودعمه للجهود التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب. كما دان مفتي الجمهورية شوقي علام «الجماعات الإرهابية التي اعتادت الغدر والخيانة والقتل لأن الشيطان يزين لهم الباطل والفساد في الأرض». وفي شمال سيناء، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مسلحين مجهولين استولوا على شاحنة نقل صغيرة تابعة لإحدى المصالح الحكومية بعد تهديد سائقها بالسلاح، واقتادوها إلى جهة مجهولة. واستنفرت أجهزة الأمن في محاولة لتعقب السيارة، إذ غالباً ما يستخدم المتطرفون تلك السيارات المسروقة في تفخيخها واستخدامها في هجمات «انتحارية» ضد قوات الأمن.