تنعكس الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية سلباً على استثمارات الشركات العربية في المغرب المقدرة بنحو20 بليون دولار، بعد بوادر صعوبات مالية في التزام تنفيذ مشاريع كانت أطلقتها مجموعات عربية خليجية قبل أعوام، خصوصاً في قطاعات السياحة والتطوير العقاري والبنية التحتية. وأفادت مصادر بأن شركة «سما دبي» التابعة لمجموعة «دبي القابضة» المملوكة من حكومة إمارة دبي، طلبت إلى زبائنها في مشروع «أمواج»، وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقرار في الرباط، «التوقف موقتاً عن استكمال الأشغال إلى حين تدارك صعوبات مالية تجعل الشركة عاجزة عن تسديد مستحقاتها لموفري الخدمات». وتساهم «سما دبي» في 50 في المئة من مشروع ضفتي نهر ابي رقرار «أمواج»، الذي يستهدف تطوير النهر وبناء وحدات سياحية وفندقية ومكاتب أعمال للشركات الدولية وفيلاّت ومساكن فاخرة، بتكلفة 3 بلايين دولار، حصة المجموعة الإماراتية منها 1,5 بليون دولار. وتبلغ مساحة المشروع 200 هكتار منها 180 مليون متر مربع للبناء. وأشارت المصادر إلى أن شركتي «سواجيك» المغربية و»بيسيكس» البلجيكية توصلتا، بإشعار من دبي، إلى تجميد العمل في المشروع إلى حين صدور أوامر جديدة. وتلتزم الشركتان إنجاز الشطور المائية في مشروع «أمواج» وسط العاصمة الرباط، التي تنفق بلايين الدولارات لتحديث فضائها ببناء قنطرة جديدة فوق النهر، ومترو للنقل السريع يربط بين سلا – والرباط، على مسافة 20 كيلومتراً. وتغطي الرافعات جزءاً من فضاء الرباط، التي تشهد نهضة استثمارية لا سابق لها، تشارك فيها مجموعات وطنية وأوروبية وعربية وتستمر لغاية 2015 ، وتزيد تكلفتها على 12 بليون دولار منها 4 بلايين دولار على كورنيش المحيط الأطلسي، تنفذه مجموعة «إعمار» بشراكة مغربية، ويشهد المشروع بطئاً في الإنجاز. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن «سما دبي»، التي تضررت من تبعات أزمة المال العالمية «تواجه وضعاً مالياً صعباً، لكنها لا تتحدث عن الانسحاب من مشاريعها في المغرب، ومنها ميناء طنجة اليورومتوسطي على البحر الأبيض المتوسط الذي يُنجز قريباً، وتجاوز حجم استثماراته 3,4 بليون دولار. وتبحث وكالة «تهيئة ابي رقرار» (أ أ في بي) المالكة حصة 20 في المئة، في صيغ بديلة في حال توقف «سما دبي» عن مواصلة تمويل المشروع، إذ يشارك كل من صندوق الإيداع والتدبير (سي دي جي) والصندوق المغربي للتقاعد بنسبة 30 في المئة. وعلى رغم التكتم حول الموضوع، لا تستبعد الوكالة احتمال إسناد بقية الأشغال إلى طرف ثالث، نظراً إلى أهمية المشروع الذي أُنجز شطره الأول «باب البحر» نقطة الالتقاء بين النهر والبحر. كما يسود الغموض مشروع كورنيش العاصمة الملزّم إلى مجموعة «إعمار»، التي تملك أيضاً استثمارات مشتركة مع مجموعة «أونا» في خليج بوزنيقة ومدينة مراكش، عبارة عن منتجعات سياحية ومساكن فاخرة. ويواجه هذا النوع من المشاريع ضعفاً في الطلب الخارجي بسبب الأزمة العالمية التي قلصت أعداد الراغبين في تملك منازل ثانوية في المغرب. يُشار إلى أن الاستثمارات الإماراتية هي الأولى عربياً في المغرب منذ 2006 ، تاريخ التوقيع على مذكرة نيات استثمارات بقيمة 16 بليون دولار، خصوصاً في قطاع السياحة والعقار، متبوعة بالاستثمارات السعودية والكويتية.