كشف الباحث والأكاديمي الدكتور عوض القوزي عن وجود دراسات تؤكد أن اللغة العربية «ستكون لغة منقرضة وليست لغة عالمية في أواخر القرن الحالي»، مرجعاً السبب إلى التغريب «الذي أسهمت به وسائل إعلام أجنبية لزعزعة هذه اللغة وتمزيقها». وأشار القوزي، في محاضرة عنوانها «الفصحى وتحديات الإعلام»، قدمها أخيراً خلال البرنامج الثقافي لكلية الآداب (تواصل) بجامعة الملك سعود في الرياض، الذي يترأسه الدكتور عبدالعزيز الزهراني، إلى أن سفراء ومندوبي الدول العربية لدى المنظمات العالمية «يلقون تصريحاتهم وكلماتهم مستخدمين اللغة الإنكليزية باعتبارها اللغة الأم في العالم، الأمر الذي أدى بدوره لتشويه صورة اللغة العربية، كونها لغة غير منطوق بها في المحافل الدولية». ونبّه إلى أن وسائل الإعلام لاسيما الصحافة، «أسهمت بشكل كبير في ضياع اللغة العربية الفصحى، وذلك من خلال سماحها بنشر ما يسمى بالآداب الشعبية في الملاحق الثقافية للصحف»، مشدداً على أن الأمر بات غير مقبول، بخاصة أن اللهجات العامية تختلف من منطقة إلى أخرى داخل البلد الواحد. وقال حول استخدام بعض الإعلاميين العرب بعض المصطلحات بلغات أجنبية: «إنه أمر يدل على شخصية مهزوزة ومزعزعة، إضافة إلى انقطاع التواصل الفكري بينه وبين الجمهور، كون بعض المصطلحات والكلمات غير مفهومة». ودعا الدكتور عوض وسائل الإعلام إلى «الاهتمام باللغة العربية ونبذ الجهل ومنع برامج الدجل والشعوذة، التي تؤدي لمسخ اللغة العربية الفصحى». وأكد أن غالبية الدساتير العربية «توجد بها مادة قانونية تنص على إلزام وسائل الإعلام باستخدام اللغة العربية». يذكر أن الدكتور عوض القوزي يعمل أستاذاً بقسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الملك سعود، وهو عضو في عدد من مجامع اللغة العربية. وله عدد من المؤلفات والأبحاث، ويعتبر واحداً من أعلام اللغة العربية المعاصرين.