لم تعد الفضائيات تقتصر على الشاشة التقليدية في بثها، إذ بات هناك اليوم لكل محطة تلفزيونية موقع إلكتروني موازٍ تقريباً، وهذه المواقع تستمد قيمتها وأهميتها من أهمية القناة ذاتها، فكلما ارتفع رصيد القناة انتشاراً وتأثيراً ومشاهدة وجدت في المقابل اهتماماً من القناة بمحتوى موقعها الإلكتروني وأساليب تصميه، وكيفية تصفحه. وفقاً لذلك، حققت قناة «العربية» إنجازاً جديداً عبر تطوير موقعها الإلكتروني، وإطلاقه، أخيراً، في حلة جديدة، كما جاء في تقرير للقناة أوضح أن الموقع الجديد يتمتع ب «مزايا عدة لناحية التصميم والتبويب، وهو يعتمد في شكل أساسي على المحتوى المرئي والمسموع بموازاة الأخبار المكتوبة، وعلى إمكانية التواصل الاجتماعي عبر روابط ومنصات مثل (فيس بوك، وتويتر، ويوتيوب) وغيرها، وكذلك على خدمة تصميم الصفحة الرئيسة الخاصة بكل متصفح عبر تبويب المواضيع الرئيسة بحسب اهتماماته، إضافة إلى مزايا تفاضلية وتفاعلية ورقمية أخرى». هذا الاهتمام في شكل الموقع الإلكتروني وتصميمه ومحتواه ينبع من الحرص على المحطة الفضائية بالدرجة الأولى، ذلك أن «الموقع» يشكل نافذة إعلانية ودعائية لبرامج القناة، خصوصاً إذا جاء تصميمه بسيطاً في الشكل، وغنياً في المضامين بحيث يوفر للمتصفح خيارات كثيرة، وهذا المتصفح، من دون شك، يختلف عن مشاهد الشاشة، ذلك أن زيارته هذا «الموقع» أو ذاك يتطلب وعياً وإدراكاً على عكس متفرج التلفزيون الذي يضغط زر «الريموت كونترول» على نحو عشوائي، ويتنقل بين المحطات بسهولة حتى يعثر على ضالته. والأرجح أن المتصفح الذي يختار الموقع الإلكتروني لهذه المحطة أو تلك، إنما اختاره استناداً إلى مستوى القناة ومكانتها ودورها، فجاء إلى «الموقع» ليحصل على مزيد. ما يجمع بين الشاشة والموقع الإلكتروني هو أنهما يتوجهان إلى البصر، لذلك ينصب الاهتمام أساساً على الشكل واللون والتصميم، لكن ذلك لا يلغي المضامين التي يفترض أن ترتقي إلى مستوى الشكل، وفضلاً عن ذلك فإن جهوداً تبذل بغرض الحفاظ على هوية المنبرين ومظهرهما الخارجي، تلك الهوية التي من شأنها إظهار تناغم لائق وانسجام مدروس بين الشاشة و «الموقع» بحيث تتمكن كل وسيلة من دعم توأمها. وعلى رغم أن الموقع الجديد ل «العربية» يستحق الثناء، بمظهره البسيط، وتنوع محتواه والتسلسل البصري الرشيق وأطر العناوين التي تقود المتصفح إلى خياراته بسهولة، فإن الأهم هو تكريس مفهوم الترابط بين «المواقع» والشاشات، وإيصال المعلومة إلى المتلقي بسبل مختلفة، وثمة أمثلة أخرى لمواقع حققت هذه المعادلة مثل موقع «بي. بي. سي» العربي، وكذلك الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة، وسواهما من المواقع التي تتباهى بقوة الشاشة الأم، لكن هذه الأخيرة، تنتظر من «الموقع» عوناً، ومؤازرة، كي تكتمل الصورة.