خيم الهدوء نسبياً يوم أمس على مناطق الحدث شمال غربي السعودية (العيص - أملج - الشاقة - ينبع)، في الوقت الذي أكدت هيئة المساحة الجيولوجية أمس أن النشاط الزلزالي في «حرة الشاقة» بدأ في الانخفاض من حيث العدد والقوة ولم تسجل خلال ال24 ساعة الماضية سوى 6 هزات في حدود 3 درجات على مقياس ريختر، كما انه لم يتم تسجيل أي آثار للرجفات البركانية القريبة من السطح، ولا اي أبخرة بركانية. وحرصت أعداد كبرى من السكان على الخروج من مراكز الإيواء المعدة لهم والعودة إلى مساكنهم لإطعام مواشيهم التي خلفوها وراءهم في مشاوير الهرب من «الموت». وتسارعت خطا أهالي قريتي النبط والشدخ - اللتين تبعدان نحو 90 كيلومتراً عن ينبع البحر - هرباً من منازلهم بعد إحساسهم بهزتين أرضيتين «هزتا» منازل القريتين العتيقة. وفي الوقت الذي أدت فيه خطورة الوضع في مناطق النشاط الزلزالي والبركاني إلى تراجُع قوات الدفاع المدني نسبياً عن خط الخطر في العيص، تقدمت قوات طوارئ الدفاع المدني في منطقتي الشرقية وعسير ودخلت حالاً من الاستعداد لأي طارئ قد يحدث. وأسهم وصول كتيبة من الحرس الوطني في تكثيف الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها القوات الأمنية في مداخل المناطق ومخارجها التي هجرها سكانها، حفاظاً على ممتلكات السكان الفارين من خطر النشاط الزلزالي والبركاني وللقضاء على أية أعمال سلب ونهب قد تصدر من بعض ضعاف النفوس. وفي ينبع، وجّه مدير القطاع الصحي الدكتور عبدالرحمن صعيدي مستشفى ينبع العام والمراكز الصحية بالمحافظة باستقبال جميع أهالي العيص والقرى والهجر التابعة لها وتقديم كل الخدمات الطبية لهم وتذليل العقبات كافة التي قد تعترضهم. ودخلت مستشفيات ومستوصفات ينبع الصناعية وبدر في حال تأهب قصوى تحسباً لحدوث أي نشاط زلزالي وبركاني، وخصصت لاستقبال الحالات المصابة جراء أي نشاط طبيعي، إلى جانب مستشفى ينبع النخل العام الجديد الذي يعد أولى محطات استقبال الإصابات الناجمة عن حالات الزلازل والبراكين في المنطقة. وفي المدينةالمنورة، توقّع مصدر مطلع في إدارة الدفاع المدني هدوء نشاط البركان، نظراً لأن المسافة بين البركان والفوهة وصلت إلى ثمانية كيلومترات، مشيراً إلى أن البركان سيصبح قريباً من الانفجار في حال بلغت المسافة بينه وبين الفوهة نحو ثلاثة كيلومترات. وشدد على أن الأوضاع مستقرة حالياً في منطقة المدينةالمنورة ومحافظة العيص.