يعاني مئات المقاتلين من أبناء العشائر في الأنبار من الإهمال وغياب التنظيم، على رغم تحرير معظم مدنها من «داعش»، كما تحتاج إلى المزيد من المقاتلين لمسك الأرض وفرض الاستقرار، فضلاً عن الخلافات السياسية والقبلية التي ألقت بظلها على أوضاع المحافظة. وتحررت مدن الرمادي وهيت وكبيسة، قبل ثلاثة أشهر، فيما تحررت الفلوجة الشهر الماضي، ويضطلع الجيش بمهمات مسك الأرض في هذه المدن مع مقاتلي العشائر لغياب قوة أمنية محلية مدربة جيداً. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت، ل «الحياة» إن «المئات من مقاتلي التشكيلات العشائرية ما زالوا مهمشين من الحكومة الاتحادية، ولم يتم تسليحهم وتدريبهم وتنظيمهم في الشكل المطلوب»، ولفت إلى أن «هؤلاء يواصلون القتال ويقدمون تضحيات يومية من دون أن يتسلموا رواتب من الدولة». واضاف أن «مدن الأنبار كبيرة جداً وفي حاجة إلى قوات لفرض الاستقرار بعد انتهاء مرحلة داعش ولكن خطوات الحكومة في تنظيمهم وضمان حقوقهم وتسليحهم ما زالت خجولة». وأشار إلى أن «مساعدات بسيطة من الأسلحة والعربات تصل إلى بعض العشائر لكنها غير كافية». وشدد على ضرورة «بناء قوة أمنية محلية قوية إذا أرادت الحكومة تجاوز العراقيل التي تواجهها في فرض الاستقرار في المدن المحررة». ويقول مسؤولون محليون إن نحو 5000 عنصر من مقاتلي العشائر يشاركون القوات الأمنية في العمليات العسكرية في الأنبار، ولكن حوالى ثلث هؤلاء يتسلمون رواتب وتجهيزات، فيما تبدو خطوات الحكومة بطيئة في إعادة تأسيس قوة جديدة بعد انهيار الشرطة قبل عامين خلال الهجوم الواسع لتنظيم «داعش» على البلاد . إلى ذلك، قال أحمد العبيدي، وهو أحد وجهاء قضاء حديثة، شمال غربي الرمادي ل «الحياة» إن «الأنبار تعاني أزمة سياسية وفوضى إدارية»، وأشار إلى أن الحكومة الاتحادية ومجلس المحافظة «لا يمتلكان خطة واضحة لإدارة المنطقة». ولفت إلى أن «الخلافات السياسية والقبلية ألقت بظلها على الوضع، وهناك تحركات لاستحداث محافظة جديدة تضم بلدات الفرات الست هيت وحديثة وعانة وراوة والقائم، إضافة إلى الرطبة». وأوضح أن «مساحة الأنبار كبيرة وتقسيمها إلى محافظتين سيساهم في الإسراع باعادة تنظيم مدنها، لكن إذا كانت هناك أغراض سياسية وراء هذا الاقتراح ربما تعود الفوضى إليها». من جهة أخرى، أعلنت «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» في الأنبار أمس، أن «قواتها نفذت عملية واسعة استهدفت جزيرة قضاء هيت الواقعة تحت سيطرة المسلحين وأسفرت عن قتل 16 عنصراً من داعش وتدمير أنفاق سرية يستخدمها التنظيم». في بغداد، تواصلت موجة التفجيرات التي تضرب العاصمة منذ أسابيع، وأعلنت مصادر أمنية أن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة السيدية، جنوب العاصمة، أسفرت عن قتل شخص وإصابة ستة. وأضافت أن عبوة أخرى انفجرت «مستهدفة دورية للجيش لدى مرورها في ناحية اللطيفية، أسفرت عن قتل أحد عناصرها وإصابة أربعة آخرين، كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية بتفجير عبوة ثالثة في منطقة سبع البور».