علمت «الحياة» من مصادر عشائرية أن «داعش» أعاد نشر عناصره داخل المدن التي يسيطر عليها، غرب العراق وشمالها، وبدأ بتصفية وطرد عدد من عناصره بتهمة العمالة، فيما أدت كثافة القصف الجوي الأميركي والعراقي، منذ اسبوعين بالتزامن مع عملية تحرير الرمادي الى سقوط مدنيين. واستأنفت المعارك في الرمادي ومحيط الفلوجة بعد أيام من توقفها بسبب المكامن وتحول القتال الى حرب شوارع لاستكمال حصار المدينة حيث يتحصن بضع مئات من عناصر «داعش». وقال شعلان النمراوي وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة»: «وردتنا معلومات من داخل المناطق التي يسيطر عليها داعش في مدن هيت وراوة والقائم والرطبة، في الأنبار وحتى مناطق شمال البلاد تفيد بأنه شرع في إعادة نشر عناصره داخل هذه المدن بعد عملية الإنزال الاميركية التي جرت في قضاء الحويجة، جنوبكركوك الأسبوع الماضي. وأضاف أن التنظيم «بدأ بتغيير مواقع مسلحيه وسجونه في مناطق أخرى بعضها في منازل هجرها سكانها كما تخلى عن وضع أعلامه فوق المباني، وأطلق عدداً من السجناء الذين يتهمهم بمخالفة الشرع لكنه أبقى على العسكريين وأبناء العشائر واتهمهم بالعماله». وأشار إلى أن التنظيم «شرع بحملات تصفية وطرد عدد من عناصره بتهمة العمالة للقوات الأمنية»، وأوضح انه «قتل بعضهم وفصل آخرين لعدم ثقته فيهم، خصوصاً أبناء المدن التي يسيطر عليها، واستبدلهم بعناصر أجنبية». إلى ذلك، أدت كثافة القصف الجوي للتحالف الدولي وطيران الجيش العراقي الى زيادة عدد الضحايا المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» بعد انطلاق عمليات واسعة لتحرير الرمادي مطلع الشهر الجاري. وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» ان «العشرات من السكان العزل سقطوا بين قتيل وجريح خلال الأسبوع الماضي بالقصف الجوّي في المدن التي يسيطر عليها داعش»، وأضاف ان «اتخاذ التنظيم مقار بين السكان أدى الى تكبده خسائر كبيرة في الفترة الأخيرة». وتابع أن الفلوجة، جنوب الرمادي، تعرضت لغارات جوية مكثفة أدت الى قتل وإصابة العشرات بعد سقوط قذائف في سوق وسط المدينة، وما زال متواصلاً مع تجدد المعارك البرية في منطقة الهياكل». ولفت الى ان غارات اخرى للتحالف الدولي على قضاء هيت، غرب الرمادي اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. والتنظيم يستغل هذه الحوادث اعلامياً لمصلحته». ودعا قائمقام قضاء هيت مهند زبار أمس الأهالي الى النزوح في أسرع وقت ممكن، متوقعاً ضربات جوية واسعة ضد داعش الذي سيطر على القضاء الصيف الماضي. ولكن التنظيم يمنع السكان من مغادرة المدن التي يسيطر عليها، إلا بناء على ضمانات بالعودة ووجوب بقاء احد افراد العائلة في المدينة رهينة في حال هروب العائلة. وأعلنت «قيادة علميات الجزيرة والبادية»، غرب الأنبار، أمس ان «القوات الجوية العراقية بناءً على معلومات قصفت تجمعاً لعناصر داعش، وسط ناحية كبيسة التابعة لقضاء هيت، وقتلت تسعة من عناصر التنظيم». وأضافت القيادة في بيان أن «معارك التطهير مستمرة في المناطق الغربية للأنبار»، وأشارت إلى «معالجة تسعة منازل مفخخة وتفجير 97 عبوة ناسفة وتدمير خمسة أحزمة في معارك تطهير محيط ناحية البغدادي». وقتل وأصيب عدد من عناصر الجيش و «الحشد الشعبي» في هجوم شنه داعش على منطقة الهياكل، جنوب الفلوجة، حيث تسيطر القوات الأمنية منذ شهور لقطع المنفذ الجنوبي للمدينة أمام التنظيم.