تعهد أعضاء مجلس الشورى بتنفيذ مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين، التي سيلقيها اليوم تحت قبة الشورى، لتكون نبراساً لهم، وخطة لعملهم، ووثيقة عمل لهم في دورتهم الشورية القادمة، وخريطة طريق للعمل بها طوال السنة الأولى من الدورة، والتي ستؤكد الاهتمام بالمواطن السعودي، وتحقيق رؤية المملكة. وتوقع أعضاء مجلس الشورى، في تصريحات ل«الحياة»، أن يؤكد الخطاب الملكي على أهمية تنمية الموارد البشرية، والقضاء على البطالة، وتطوير أداء الأجهزة، وإكمال مشاريع البنية التحتية من تعليم وصحة ونقل، وأهمية حماية حدود المملكة ودول الخليج وسيادتها من التدخلات الخارجية، ومحاربة الإرهاب، والحفاظ على الأمن الداخلي وتوطيده، والذي هو أساس الاستقرار الأمني والاقتصادي في الوطن. وأعرب عضو المجلس الدكتور أحمد الزيلعي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على حرصه في افتتاح كل سنة شورية بنفسه، وعلى لقائه أعضاء المجلس، والتحدث إليهم بكلمة ضافية، عادة ما تكون بمثابة خريطة طريق يسير عليها المجلس طول تلك السنة، كما يحض المجلس على تحقيق مضامين كلمة الملك. وقال إنه من باب تحقيق مضامين كلمة الملك جرت العادة أن تقوم كل لجنة من اللجان الدائمة للمجلس بدراسة الخطاب الملكي، ثم تقدم لرئيس مجلس الشورى تقريراً يتضمن ما يخصها من تلك الكلمة، وذلك خلال الأسبوع الأول أو الثاني من بدء السنة الشورية الجديدة، وما يتعين على كل لجنة عمله انطلاقاً من مضامين كلمة الملك. وتوقع الزيلعي أن يركز خطاب الملك هذا العام على تنمية الوطن، والاهتمام بالمواطن السعودي، وتحقيق رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، والمبادرات التي أطلقتها الجهات المختلفة في الدولة لإنجاح برنامج التحول، وأيضاً العلاقات الخارجية في عمومها مع العالم بأجمعه، وفي خصوصها مع دول الخليج ثم الدول العربية، والتهديدات الأمنية المحيطة بها. بدوره، قال العضو الدكتور سامي زيدان إن الخطاب الملكي، الذي سيلقيه خادم الحرمين الشريفين، سيكون نبراساً لعمل الشورى، فهو يرسم الخطوط العريضة التي يمشي عليها المجلس في عمله من ناحية مواقفنا في الشأن الإقليمي والدولي من مضامين كلمته حفظه الله، وكما سيكون حديثه بالاقتصاد والصحة والتعليم وغيرها في الشأن المحلي خطة عمل للمجلس أثناء درس التقارير من الجهات. وذكر زيدان أن المجلس سيكون أكثر قرباً من المواطن وحمل همومه، وذلك من خلال تنفيذه لمضامين هذه الكلمة. أما العضو الدكتور محمد الخنيزي، فتوقع أن يتضمن الخطاب الملكي أهمية حماية حدود المملكة ودول الخليج العربي وسيادتها من التدخلات الخارجية أياً كانت، والاهتمام بمحاربة الإرهاب، والحفاظ على الأمن الداخلي وتوطيده، والذي هو أساس الاستقرار الأمني والاقتصادي في الوطن، وإكمال مشاريع البنية التحتية من تعليم وصحة ونقل ومواصلات، التي تشكل العصب الأساسي لخدمة المواطنين، إضافة إلى التوجيه بأهمية تنمية الموارد البشرية، والقضاء على البطالة، وتطوير أداء الأجهزة، كما سيوجه الملك بأهمية تعزيز روابط المملكة مع عدد من الدول. وبين الخنيزي أن خطاب خادم الحرمين الشريفين وإعلانه بدء الدورة الجديدة سيوضح توجهات الدولة المستقبلية، سواء على المستوى المحلي أم الدولي، والتي ترسم الخطوط العريضة التي يجب على المجلس أخذها بعين الاعتبار في جدولة أعماله للدورة المقبلة. من ناحيته، قال عضو المجلس الدكتور محمد آل ناجي إن الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين يرسم السياسة الداخلية والخارجية للدولة، ويحدد الملامح الأساسية للجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وسيمثل هذا الخطاب خريطة طريق ومنهاجاً يستنير به المجلس ولجانه، لما سيحويه من مفاهيم ورؤى لقيادتنا في السنة الشورية المقبلة. وأضاف أن بلادنا منخرطة في تغيرات اقتصادية وتنموية تتضح معالمها في رؤية المملكة لعام 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، والتي تتضمن أهدافاً محددة وبرامج عمل لتحقيقها. وذكر آل ناجي أن مجلس الشورى من خلال لجانه المتخصصة وإداراته سيدرس تقارير الأداء السنوية للوزارات والأجهزة الحكومية والأنظمة، إضافة إلى الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تعرض على المجلس، مشيراً إلى أن المجلس يحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين وحرصه على توفير كل ما من شأنه دعم عمله. من جهته، قال العضو الدكتور حمد آل فهاد إن خطاب خادم الحرمين الشريفين سيتضمن سياسة المملكة الداخلية والخارجية، في ظل الأحداث الراهنة ومواقفه منها، وسيشمل رؤية المملكة في تنويع اقتصادها، والحفاظ على ثرواتها، والعمل على تحقيق ما يتطلع له المواطن من خدمات وطموحات، وسيترجم المجلس هذا الخطاب الملكي عبر لجانه المتخصصة. أما عضو المجلس الدكتور محمد القحطاني فقال إن خطاب خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال المجلس يأتي بعد زيارات الملك لدول مجلس التعاون الخليجي وقمة دول المجلس التي عقدت في البحرين، ومجلس الشورى بأعضائه يولون الخطاب أهمية خاصة، نظراً لما تحمله من مضامين تغطي كل مواضيع أعمال لجانه سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم مالية أم اجتماعية أم غيرها من مواضيع أخرى تتم مناقشتها من لجان المجلس. خاشقجي: ملفات داخلية وخارجية مهمة أمام المجلس قال الدكتور هاني خاشقجي إن خطاب خادم الحرمين الشريفين يرسم ملامح السياستين الداخلية والخارجية للمملكة، ومن خلال مضامين هذا الخطاب سيكون أمام المجلس خريطة طريق واضحة المعالم محددة الأبعاد، تمكن المجلس بتشكيله الجديد أن يلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً بتناسق وتناغم وتفاهم وتعاون مع السلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء، وذراعيه المتمثلتين بمجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية. وأضاف أنه على الصعيد المحلي ومن خلال الدور الرقابي والتنظيمي ورؤية 2030، فإن هناك عدد من الملفات التي تتطلب من المجلس أن يدرسها ويتناولها بروح من المسؤولية والشفافية، ومن أهم هذه الملفات، في رأيي، مكافحة البطالة وخلق فرص عمل لشباب وفتيات الوطن، وتطوير نوعي للتعليم العام والعالي والمهني، والنهوض بالخدمات الصحية، ومشاريع الإسكان، والنقل، وتطوير أداء الجهاز الحكومي وتحريره من البيروقرطية والروتين، والاهتمام بالبحث العلمي ونقل التقنية، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة. كما تتضمن الملفات الداخلية المهمة حفز القطاع الخاص وتنمية الصادرات، وإنشاء مزيد من منظمات المجتمع المدني، والإسراع في تطبيق مبادئ وأساليب حوكمة القطاع الحكومي. وتابع: «وعلى الصعيد الخارجي فإن مجلس الشورى، من خلال لجانه البرلمانية وعلاقاته مع الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية، وبالتنسيق مع الدبلوماسية السعودية، يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في توضيح أسس وثوابت السياسة السعودية الخارجية لبرلمانات وشعوب العالم، وإبراز دور المملكة وجهودها في مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات العينية والمادية للشعوب الفقيرة، ونشر ثقافة الحوار مع الأديان الأخرى، ومساعدة اللاجئين عبر برامج إنسانية وإغاثية». وأشار خاشقجي إلى أن التشكيل الجديد للمجلس بتنوع اختصاصات أعضائه وتراكم خبراتهم وتجاربهم سيمكنه من القيام بدوره الوطني خير قيام في الإسهام والمشاركة في تحقيق التنمية الشاملة والوصول بالوطن إلى آفاق عالمية. آل مشيط: الأعضاء يتطلعون إلى خطاب الملك أكدت عضو مجلس الشورى الدكتورة منى آل مشيط أن أعضاء المجلس يتطلعون إلى الخطاب الملكي السنوي، إذ يوضح فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، ويأتي هذا الخطاب الملكي المهم بعد إعادة تشكيل مجلس الشورى في دورته السابعة، وبعد إطلاق رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. وأشارت إلى ما يحظى به خادم الحرمين الشريفين من حب كبير من شعبه الوفي، ويترجم في كل لقاء بين الأب وأبنائه وبناته المواطنين والمواطنات، ولعل آخرها زيارة الخير والعطاء للمنطقة الشرقية، التي تم خلالها افتتاح وتدشين عدد من المشاريع الوطنية المهمة ثم أعقبها بزيارة تاريخية لدول مجلس التعاون. وشددت على أن أفعال خادم الحرمين الشريفين تتحدث عن نفسها، إذ هب لنجدة الأشقاء في اليمن وسورية، وَقّاد محاربة الإرهاب للقضاء عليه، وتبنى رؤية وطنية ترسخ دعائم قوية للاقتصاد السعودي متنوع المصادر، ودعم المرأة وأشركها في مسيرة تنمية الوطن.