أكدت شركة أرامكو السعودية إسهامها في تطوير القدرات الهندسية الوطنية من خلال تأسيس مراكز لتدريب المهندسين السعوديين، مشيرة إلى تقديمها أكثر من 64 ألف ساعة تدريب للمهندسين منذ انطلاقها عام 2013. وأوضحت «أرامكو» في رد على حديث رئيس هيئة المهندسين السعوديين المهندس حمد الشقاوي المنشور في صحيفة «الحياة» بعنوان: « «هيئة المهندسين»: «أرامكو» تجبر «المكاتب الاستشارية» على العمل في «الباطن»! » في 6 نيسان (أبريل) الجاري أن اشتراط الشركة على المكاتب الهندسية المتعاملة معها القيام بتحقيق نسب سعودة محددة ومتصاعدة بشكل سنوي أدى إلى رفع نسبة التوطين في الشركات الاستشارية إلى حد غير مسبوق بلغ 33 في المئة. وجاء رد شركة «أرامكو» على النحو الآتي: «إشارة إلى التقرير المنشور في عدد صحيفتكم الموقرة الصادر بتاريخ 6 جمادى الثانية لعام 1435ه الموافق 6 أبريل لعام 2014 تحت عنوان: « «هيئة المهندسين»: «أرامكو» تجبر «المكاتب الاستشارية» على العمل في «الباطن» !»، نود أن نوضح ما يلي: فقد تضمن التقرير تصريحات نسبت إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين، المهندس حمد الشقاوي، تفتقر إلى الدقة في كثير من طرحها حول موقف أرامكو السعودية من دعم قطاع مكاتب الاستشارات الهندسية الوطنية في المملكة. وبداية أود أن أؤكد لكم أن أرامكو السعودية لم توقف في أي وقت التعامل مع المكاتب الهندسية السعودية التي ليست داخلة في شراكة مع مكاتب هندسية عالمية كما ورد في التقرير. كما أن إسناد أرامكو السعودية أعمالها إلى المكاتب الهندسية يتم حسب قدرة كل مكتب ونوع المشروع، ولا يؤثر في ذلك إطلاقاً كون المكتب الهندسي سعودي مستقل أو ذا شريك أجنبي. وتود أرامكو السعودية أن تؤكد أنها تولي اهتماماً كبيراً في توطين أعمالها في القطاع الهندسي لإدراكها القوي بما يتيحه توفير قطاع هندسي سعودي مزدهر ومؤهل من عمق استراتيجي للشركة أو أعمالها وقبل ذلك أيضاً إيمانها العميق بمبدأ المواطنة وحرصها على المساهمة في جهود تنمية وطننا الغالي. وتسعى أرامكو السعودية لتحقيق هذا بالعمل من خلال استراتيجية واضحة تتمثل في ما يلي: أولاً: إلزام الشركة لنفسها بإسناد معظم مهام التصاميم والخدمات الهندسية إلى المكاتب المحلية، وحرصها على تطوير الكفاءات الهندسية السعودية للمنافسة إقليمياً وعالمياً. وكذلك الحرص على المساهمة الفاعلة في تحويل الكيانات الهندسية الصغيرة ذات النطاق والخبرة الهندسية المحدودة إلى شركات هندسية عالمية المستوى قادرة على إعداد تصاميم ودراسات هندسية متكاملة لمشاريع ضخمة. ومن الأمثلة الشاهدة على هذه التطوير الممنهج لقدرات المكاتب الهندسية السعودية؛ مبادرة «الخدمات الهندسية العامة»، التي أطلقتها الشركة عام 2010م، حيث تشجع هذه المبادرة الشركات الهندسية الوطنية على الاندماج والدخول في شراكات مع مكاتب هندسية عالمية معروفة في قطاع التصاميم الهندسية لنقل الخبرات وبناء القدرات لإنجاز العديد من التصاميم الهندسية المتخصصة في المملكة. ومن نتائج هذه المبادرة أن تشكلت خمس شركات هندسية وطنية كبرى معززة بكفاءات، وأنظمة، وتقنيات عالمية المستوى، فقفزت ساعات العمل الهندسي لهذه الشركات الهندسية السعودية من 3 ملايين ساعة سنوياً إلى 5 ملايين في العام الماضي والمؤشر في اضطراد. وأثمرت هذه المبادرة عن قيام الشركات الوطنية في إعداد التصاميم الهندسية لمشاريع حيوية في أرامكو السعودية كانت ستُنفّذ في الخارج قبل هذه المبادرة، ومنها مشاريع كبيرة مثل الوقود النظيف في مصفاة رأس تنورة، ومرافق المنتجات المكررة في الشعيبة، ومرافق الدعم الصناعي في مصفاة جازان العملاقة. ثانياً: تشجيع أرامكو السعودية للشركات الصناعية الوطنية للتعامل مع هذه الشركات الهندسية الكبرى وإدراجها ضمن قوائم الشركات الهندسية المعتمدة لديها، لتوسيع نطاق فرص العمل لهذه الكيانات الناشئة وخلق المزيد من الفرص الوظيفية للشباب السعودي في القطاع الهندسي. ثالثاً: اشتراط أرامكو السعودية على الشركات الهندسية المتعاملة معها ابتعاث عدد من مهندسيها السعوديين سنوياً للالتحاق ببرنامج تدريب متقدم مدته عام كامل خارج المملكة في المكاتب الهندسيّة الرئيسة للشركات العالمية الشريكة معها، وقد استفاد منه عشرات المهندسين السعوديين خلال السنوات الماضية. وكان من النتائج الإيجابية الكثيرة لهذه الخطوة في مجال تطوير القدرات الهندسية الوطنية، تأسيس مراكز لتدريب المهندسين السعوديين داخل هذه الكيانات الهندسية الجديدة، حيث قدمت تلك المراكز أكثر من 64 ألف ساعة تدريب منذ انطلاقها وحتى نهاية عام 2013م، أي بزيادة قدرها 115% عما كانت عليه في السابق. رابعاً: اشتراط الشركة على المكاتب الهندسية المتعاملة معها القيام بتحقيق نسب سعودة محددة ومتصاعدة بشكل سنوي ما أدى إلى رفع نسبة السعودة في هذه الشركات لتبلغ حداً غير مسبوق وصل إلى 33% من مجموع قوى العمل فيها وتسعى أرامكو السعودية لزيادة نسبة السعودة في هذه المكاتب إلى أعلى نسبة ممكنة. وقد كان لهذه الاشتراطات أيضاً أثر واضح في نقل خبرات تقنية من مكاتب الشركاء الأجانب إلى الشركات الوطنية المنشاة حديثاً. لقد دفعت هذه المبادرة الشركات الهندسية الوطنية الناشئة للتحوّل من مكاتب هندسية ذات نطاق وخبرة هندسية محدودة إلى شركات هندسية عالمية المستوى قادرة على إعداد تصاميم و دراسات هندسية متكاملة لمشاريع ضخمة. ولذلك فإن مما تفتخر به أرامكو السعودية أن ما يفوق 90% من مشاريعها في الفترة الأخيرة تمت أو تتم دراساتها الهندسية الأولية من خلال هذه الكيانات الهندسية الوطنية، كما استطاعت بعض هذه الشركات الفوز بمشاريع هندسية متطورة خارج المملكة.