يبدو معرض الفنانة المصرية سمية الظاهري بعنوان «جميلات ولكن!» صادماً بعض الشيء، إذ كتب على بطاقة الدعوة أن المعرض مخصص للبدينات والنحيفات ممنوعات من الدخول، ورسمت أيضاً فتاة نحيفة عليها إشارة ممنوع. تقول الظاهري: «إذا كانت مقاييس الجمال تتغير وفق تغير المفاهيم، وتختلف وفق طبيعة المجتمعات، يبقى الحكم على جمال المرأة خاضعاً لثقافة الرجل الذي يتهمه البعض بالتسبب في ما باتت تعاني منه المرأة من حيرة في ما يجب أن تبدو عليه. فقد نجح الرجل في وضع مقاييس الحسن وحبس المرأة في إطار محدد، وفي السنوات العشر الأخيرة غزا النمط الغربي للجمال مقاييس الجمال العربية لتصبح النحافة مطمع الكثير من الشابات وكأننا نقول للمرأة البدينة اذهبي إلى الجحيم واختفي فلقد فارقك الجمال». وتؤكد الظاهري أنها على رغم نحافتها، تشعر بمعاناة السيدات البدينات، فلديها تجربة مؤلمة اذ توفيت شقيقتها الصغرى أخيراً أثناء إجراء جراحة لشفط الدهون. ومنذ ذلك اليوم أعلنت الحرب على المقاييس الغربية للجمال، وقررت أن تنشئ جمعية لمحاربة النحافة ومن يسعون لتغيير خلق الله. وترى الفنانة المصرية «أن الصورة التي خلقنا عليها الله جميلة مهما كانت والأهم أن نبحث في جمالنا الداخلي. والمعرض هو الخطوة الأولى التي أحاول من خلالها كسر الحواجز النفسية عند البدينات نحو مزيد من المشاركة الإيجابية في المجتمع». قدمت الظاهري في معرضها 25 لوحة استطاعت من خلالها أن تحول اللوحة إلى حكاية بصرية أساسها اللمسة والفضاءات المشكلة القائمة على الأبعاد الحسية لجسد امرأة بدينة، حيث استخدمت تكنيكاً مغايراً مزجت فيه بين خلفيات عدة بدت وكأنها طبقات من الجلد تحتمي بعضها ببعض. وتبدو الفنانة متأثرة بالتيار الواقعي كثيراً، اذ تمزج فى لوحاتها بين مشاهد المفارقة والحس حيث ترتبط المرأة بواقع خاص دائماً جالسة أو واقفة فهي مرتبطة بما يدور حولها. كما أنها في حوار دائم مع ما يحيط بها، سواء البشر أو حتى الطير الذي ظهر في أكثر من لوحة. واللون عندها يشابه الانسان في أدق التفاصيل تجده كائناً حياً ينمو بأبعاده التعبيرية. وفي عدد من لوحاتها (زيت على قماش) تقدم رؤية للنسوة في أحياء شعبية يعتريهن الكسل والبدانة، وقد بالغت في تضخيم صفات الشخصية المرسومة وملامحها ما أكسب الشخصيات داخل اللوحات جانباً مرحاً. ويغلب على المجموعة اللونية التي استخدمتها اللون الأزرق الغامق والبني. وما زاد من فجاجة خطوطها استخدامها اللون الأسود كإطار للنساء البدينات ويرجع سبب استخدامها الألوان الداكنة، لتكثيف جزء من مكنونات الشخصية المرسومة حيث قلة الأمل وقلة الحيلة، كما استخدمت في لوحات أخرى ألوان الأكريليك على الخشب ما جعل سطح اللوحات أملس والمساحة اللونية نقية. هذا الخيار في استخدام المواد قابله ابتعاد عن التنويع في الألوان، فاقتصرت على الابيض والأسود وإضاءات من البني والأصفر.