وضعت السلطات الجزائرية أمس، 21 شخصاً رهن الحبس الموقت بعد أن وجهت إليهم تهماً تتعلق ب «التحريض على الكراهية والعنف»، على خلفية الحوادث العرقية التي وقعت آخر فصولها العام الماضي في منطقة غرداية بين عرب وأمازيغ. وأفاد مصدر قضائي رسمي بأن الأشخاص الموضوعين رهن الحبس اعتُقلوا بسبب تهم تتعلق ب «التحريض على الكراهية والعنف وتكوين جمعية أشرار وتنظيم تجمع غير مرخص». وصدر قرار إيداعهم الحبس من جانب وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية (600 كيلومتر جنوب العاصمة). واستمع وكيل الجمهورية إلى 22 شخصاً قاطنين في المنطقة الشمالية لولاية غرداية، وتحديداً في حي «الغابة» الذي تسكنه غالبية أمازيغية، لكن المصدر القضائي لم يحدد هوية المعتقلين، حيث وضِع 21 منهم رهن الحبس الموقت بعد اتهامهم بالمشاركة في نشاطات معادية والتحريض على الكراهية والعنف وحيازة أسلحة بيضاء محظورة وتكوين جمعية أشرار ونشر وثائق ومنشورات معادية تحرض على الكراهية «الإثنية». كما يلاحق هؤلاء الأشخاص بتهم تنظيم اجتماعات غير مرخص بها والتحريض على الفوضى، واستفاد شاب قاصر أوقِف مع المجموعة من الوضع تحت الرقابة القضائية. وألقي القبض على الموقوفين الذين يشتبه في ارتباطهم بالحوادث التي شهدتها منطقة غرداية خلال اجتماع سري عُقد نهاية الشهر الماضي، في حي الغابة شمال غرداية. وفتحت أجهزة الأمن تحقيقاً بناءً على معلومات تفيد بوجود مجموعة صغيرة تصدر منشورات ووثائق معادية تحرض على الكراهية والعنف في غرداية. وتمكنت من رصد الأماكن التي تلتقي فيها تلك المجموعة. وألقى المحققون القبض على هؤلاء الأشخاص وهم في حالة تلبس خلال اجتماع سري لهم، حيث سمحت عملية تفتيش المكان بكشف وثائق عدة «ذات طابع معادٍ»، وفق الوصف الرسمي، إضافة إلى ضبط أسلحة بيضاء بحوزتهم (سيوف وسكاكين وفؤوس وآلات حادة). وأكد المصدر ذاته أن الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الأشخاص الموقوفون لدى الشرطة القضائية «مصانة» وأن هؤلاء الأشخاص لم يتعرضوا لأي ظلم أو تهاون أو معاملة خارج القانون واحترام الدستور. في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس، أنه «في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل جهود قوات الجيش، سلم الإرهابي ب.عبدالله نفسه للسلطات الأمنية» في عين أمناس (1600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة) ليصبح بذلك خامس مسلح يسلم نفسه للجيش في المنطقة ذاتها، خلال أسبوعين. وذكرت وزارة الدفاع أن الإرهابي كان يحمل معه بندقية رشاشة ومسدساً وقاذفاً صاروخياً مضاداً للدبابات وقنبلتين يدويتين ومخازن ذخيرة وكمية كبيرة من الذخائر. على صعيد آخر، عقد رئيس الحكومة عبد المالك سلال في العاصمة الجزائرية أمس، مؤتمراً صحافياً مع نظيره البلجيكي شارل ميشال، الذي وصل أول من أمس إلى الجزائر في زيارة عمل تستمر يومين، وذلك بعدما أجرى المسؤولان محادثات تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين. وكان ميشال وضع إكليلاً من الزهر على ضريح شهداء الثورة الجزائرية، يرافقه وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي. ووقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.