فيما ترفض إسرائيل تأكيد أو نفي امتلاكها أسلحة نووية اعتماداً على "سياسة الغموض النووي" التي تنتهجها منذ ستينيات القرن الماضي مع إنشاء المفاعل النووي في "ديمونة" جنوب إسرائيل، يكشف المؤرخ أفنير كوهين في كتاب يصدر قريباً في الولاياتالمتحدة أن وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب تشرين (أكتوبر) 1973 موشي ديان طلب من رئيسة حكومته في اليوم الرابع من اندلاع الحرب أن تستمع الحكومة الأمنية المصغرة إلى استعراض حول قدرات إسرائيل النووية مقترحاً أن تلجأ إسرائيل إلى استخدامه بعد أن شعر بأن إسرائيل تتجه نحو "نقطة اللا عودة". كما يكشف الكتاب أن إسرائيل أعلنت خلال الحرب عدة مرات حال "تأهب استراتيجي". وبحسب المؤرخ فإن ديان دعا رئيس الوكالة للطاقة النووية في حينه شلهيفت براير إلى جلسة الحكومة الأمنية لكن رئيسة الحكومة والوزيرين يغال ألون ويسرائيل غليلي عارضوا إجراء أي بحث ولم يستمعوا إلى تقرير براير. ويضيف المؤرخ معتمداً على إفادة البروفيسور في علم الذرة يوفال نئمان انه خلال الحرب أعلنت إسرائيل "التأهب الاستراتيجي" مرتين أو ثلاثاً، في الأيام الأولى من الحرب وفي اليوم الثالث عشر منها مع نشر مصر صواريخ سكود. ويكتب كوهين أن "اللحظة الأكثر دراماتيكية في التاريخ النووي لإسرائيل كانت في المراحل الأولى من الحرب، وبعكس ما كان عام 1967 فإنه عام 1973 بدت إسرائيل على شفا الانهيار". ووفقاً للتقارير (والبروتوكولات التي كشف عنها هذا الأسبوع) فإن ديان كان على وشك الانهيار النفسي إذ تحدث عن "خراب البيت الثالث" واقترح في سياقات مختلفة استخدام السلاح النووي إذ خشي أن إسرائيل تقترب من نقطة لا عودة منها وأراد أن تنتبه الولاياتالمتحدة إلى أن إسرائيل بلغت هذه النقطة". ويعتمد المؤلف على ما قاله له مساعد الوزير يسرائيل غليلي أنه مع انتهاء اجتماع المجلس الوزاري الحربي في اليوم الرابع من الحرب (التاسع من اكتوبر) وبعد أن فشل الجيش الإسرائيلي في هجوم مضاد على القوات المصرية اقترح ديان بحث الخيار النووي، لكن المؤلف يضيف أنه لم يتلق معلومات من مصادر رسمية حول تفاصيل اقتراح ديان والعملية التي اقترح القيام بها. ويتابع أن إعلان "التأهب النووي" شمل نقل صواريخ "يريحو" من المخازن وعمليات تزود بالوقود وأخرى، وهي عمليات تحتاج إلى إذن من رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وليس من الحكومة الأمنية. ويستذكر الكاتب أنه بعد اعوام كثيرة من انتهاء الحرب تطرق ويليام كواندت الذي كان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض خلال تلك الحرب إلى التأثير الكبير الذي تركته تقارير المخابرات الأميركية حول التحركات الإسرائيلية (لاستخدام السلاح النووي) على وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر، مضيفاً أن هذه التقارير لعبت دوراً حاسماً في اتخاذ الإدارة الأميركية قرارها إقامة قطار جوي لشحن الأسلحة إلى إسرائيل.