احتفى النادي الثقافي العماني بباكورة البرنامج الوطني لدعم الكتاب الذي تبنّاه قبل عام ويهدف إلى تقديم نحو مئة إصدار محلي مدعومة من جهات حكومية وخاصة، انطلاقاً من التقرير الصادر عن مؤسسة الفكر الذي أفاد بأنّ عمان حلّت في مراكز متأخرة عربياً بما يخص عدد الكتب التي تطبعها. ونجمت نتائج البرنامج عن خمسة إصدارات أولى متنوعة في مجالات المعرفة الإنسانية هي كتاب «تطور الشعر العماني في النصف الثاني للقرن العشرين» للباحث محمد المهري، وكتاب «الخطاب الصوفي في الشعر العربي المعاصر» للباحث طالب المعمري، وكتاب «القصة القصيرة المعاصرة في الخليج العربي» للباحث علي المانعي، وكتاب «ملاحقة الشموس... منهج التأليف الأدبي في «خريدة القصر» للعماد الأصفهاني» للباحثة جوخة الحارثي، ورواية (درب المسحورة) للقاص والروائي محمود الرحبي. وفي مقدمة ثابتة للإصدارات يقول رئيس النادي (والذي تم تعيينه أخيراً وكيلاً لوزارة التراث والثقافة) سالم بن محمد المحروقي أن «صناعة الكتاب والنشر في العالم العربي تواجه تحديات وصعوبات متعددة بدءاً بمحدودية مساحات التعبير، مروراً بحدود الرقابة، حقيقية أو وهمية، وبالعوائق المزمنة كارتفاع التكلفة، وتدني الجودة، وضعف التوزيع والتسويق والانتشار، وندرة المشاريع الداعمة للكتاب والثقافة، وتدني مستويات القراءة، إلى عوائق أخرى تقف حائلاً أمام مسيرة المعرفة في عالمنا العربي... ولذلك انطلاقاً من إيمان النادي الثقافي والتزامه، وبعد حلقة النقاش الوطنية حول مشكلات الكتاب، التي نظمها النادي الثقافي عام 2009، انبثق هذا المشروع الخلاق الذي حمل مسمى البرنامج الوطني لدعم الكتاب». ويقوم النادي بتحمل تكلفة طباعة الإصدار مع تقديم مكافأة مادية للمؤلف ونحو 300 نسخة مجانية والدعاية للكتاب والمشاركة به في المعارض المحلية والخارجية بالاتفاق مع دور النشر المنتشرة بين السلطنة وعواصم عربية أخرى من بينها بيروت. يسعى كتاب «تطور الشعر العماني في النصف الثاني للقرن العشرين» (دار الفرقد – دمشق) إلى توثيق الشعر في هذه المرحلة من التاريخ العماني والتعريف به مع دراسة الظواهر الفنية من خلال المقابلة والمقارنة بين تجارب الشعر الإحيائي والمتجدد، إضافة إلى التقنيات الجديدة، واستلهام التراث وتوظيفه. وتناول كتاب «الخطاب الصوفي في الشعر العربي المعاصر» (دار الانتشار العربي، بيروت) التجربة الصوفية في الشعر العربي المعاصر ممثلة في المنجز الإبداعي لعدد من الأسماء الشعرية البارزة وهم: أدونيس، صلاح عبدالصبور، عبدالوهاب البياتي، ومحمد عفيفي مطر. ويهدف علي المانعي في كتابه «القصة القصيرة المعاصرة في الخليج العربي» (مؤسسة الانتشار العربي) إلى الكشف عن جماليات في القصة القصيرة المعاصرة في المنطقة من حيث التقنيات السردية والخواص الأسلوبية والتعبيرية التي وظفها كُتَّاب هذا التوحد الخليجي، عبر استنطاق النصوص وتحليلها، وتتبع ما درسه النقاد والباحثون وقرروه كقواعد للسرد الناجح، ومدى بلوغ كُتَّاب الخليج هذه القواعد والغايات. وعبر كتابها «ملاحقة الشموس... منهج التأليف الأدبي في «خريدة القصر» للعماد الأصفهاني» تسعى الروائية والقاصة جوخة الحارثي إلى دراسة ملامح المنهج الإقليمي كما تجلى في درس الأدب العربي، والوقوف عند أهم الكتب التي نهجت هذا النهج، مع إيلاء الخريدة العناية. فتبسط الدراسة ، كما تقول الكاتبة في مقدمتها، الحديث عن عنوانها، وهيكلها العام، وأقسامها الكبرى، وحقبتها التاريخية. وتعاون النادي الثقافي مع مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع في مملكة البحرين لإصدار هذا الكتاب في لفتة تجسد البعد الإقليمي للمشروع العماني. أما رواية محمود الرحبي «درب المسحورة» فتتكئ على الموروث العماني الحكائي النظمي محولاً قصيدة قديمة وردت في كتاب تراثي قديم هو «تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان» لنور الدين السالمي، وبلعبة روائية النظم الشعري إلى أفق روائي واسع.