ساراييفو - أ ف ب - أدلى الناخبون البوسنيون بأصواتهم امس، في انتخابات عامة على امل تحريك الاصلاحات في هذا البلد المقسم بين قومياته، عسى ان يدفعه ذلك باتجاه الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ودعي الى الاقتراع 3,1 مليون ناخب، في حين بلغ مجموع المرشحين في الاقتراع 8100، في بلد يبلغ عدد سكانه حوالى 3,8 مليون نسمة. ويفترض ان يختار الناخبون اعضاء الهيئة الرئاسية الجماعية المركزية للبلاد، التي ترشح لها الاعضاء المنتهية ولايتهم زيليكو كومسيتش (كرواتي) حارث سيلايجيتش (مسلم) ونيبويسا رمضانوفيتش (صربي). وسيختارون ايضاً اعضاء البرلمان المركزي البالغ عددهم 42 نائباً، وبرلماني كياني البلاد وهما جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي المسلم. وسينتخب صرب البوسنة رئيساً جديداً لجمهوريتهم، وهو منصب ترشح له الرجل القوي في هذه الجمهورية رئيس الوزراء ميلوراد دوديك الذي هدد مرات عدة في الاشهر الاخيرة بالانفصال بكيانه. وانبثقت البنية المؤسساتية للبوسنة عن اتفاق «دايتون» للسلام الموقع في تشرين الثاني (نوفمبر) 1995 والذي انهى الحرب. وفي ساراييفو، اصطف عدد كبير من الناخبين امام مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم. وقالت الخبيرة في الشؤون السياسية امينة ابراهامسدوتر التي تعمل في قطاع التعليم، انها تأمل في «تغييرات هائلة في البوسنة لأن السلطة الحالية سيئة فعلاً». وأضافت «انتظر من الحكومة الحالية ان تعمل على تسوية الازمة الاقتصادية والاجتماعية»، معربة عن املها في ان تكون «المشاركة كبيرة من أجل التغيير». والبوسنة التي شهدت حرباً طاحنة في التسعينات، واحدة من افقر دول اوروبا. وتبلغ نسبة البطالة فيها 43 في المئة، فيما يعيش 26 في المئة من تحت خط الفقر. وتشهد اصلاحات تهدف الى تعزيز المؤسسات المركزية للبلاد، مطلوبة في اطار التقارب مع الاتحاد الاوروبي، تباطؤاً منذ اربع سنوات بسبب الخلافات الدائمة بين المجموعات. وبعد نحو 15 سنة من انتهاء الحرب (1992-1995)، هيمن الخطاب القومي في صفوف المسلمين والصرب في هذا البلد.