عدلت وزارة الصحة الدوام الرسمي للعاملين في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع المناطق والمحافظات داخل المدن وخارجها، من (الأحد) إلى (الخميس)، ليكون من 8,00 صباحاً إلى 4,00 مساء، مع استمرار العمل في المراكز الصحية المناوبة، وذلك اعتباراً من مطلع العام الميلادي الجديد، الموافق 3 ربيع الثاني 1438ه، للتسهيل على المواطنين واستثمار الإمكانات المتاحة لتجويد الخدمات الصحية والارتقاء بمستويات الأداء في المرافق. ويأتي هذا الإجراء حرصاً من «الصحة» على خدمة المواطنين وتلبية رغبات المستفيدين من خدمات المراكز الصحية ومنسوبيها، وتحقيقاً لمطالبهم بما يتماشى مع ظروفهم الاجتماعية وبما يخدم الجميع، كما أن هذا الإجراء يأتي في إطار سعي الوزارة لتطوير خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية. يذكر أن «الصحة» خصصت عدداً من المراكز الصحية المناوبة، التي تقدم خدمات الرعاية الصحية العاجلة، إذ يستمر عملها حتى الساعة 11,00 مساء، إضافة إلى تخصيص ثمانية مراكز صحية تعمل على مدار ال24 ساعة، وذلك في كل من الجوف والشرقية والباحة وعسير والطائف، وحققت هذه المبادرات نجاحاً كبيراً عند تطبيقها. وفي شأن آخر، حذر اختصاصيان سعوديان من غياب التطعيمات للمراهقين والبالغين، ما قد يتسبب قي ارتفاع نسبة العديد من الأمراض. وقال نائب المدير التنفيذي للطب الوقائي ومكافحة العدوى في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني الدكتور ماجد الشمراني: «الكثير من المراهقين والبالغين لا يحصلون على التطعيمات التي يحتاجون إليها لمساعدتهم على البقاء في صحة جيدة طوال حياتهم. الآباء والأمهات ومقدمو الرعاية للأطفال، وكذلك المراهقون والبالغون والعاملون في مجال الصحة بحاجة إلى فهم الأهمية الحيوية للتحصين في كل مراحل الحياة». وأضاف: «يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الأشخاص الذين يعانون من الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض السكري وأمراض القلب والمدخنين بأخذ تطعيمات ضد مرض المكورات الرئوية لمرة واحدة في مرحلة البلوغ قبل الوصول إلى 65 سنة، وبعد ذلك أخذ جرعتين في عمر 65 سنة أو أكثر». وأوضح الشمراني ل«الحياة» أن الأفراد الذين يحملون بكتيريا المكورات الرئوية في الممرات الأنفية يحتمل أن يعرّضوا الآخرين لخطر الإصابة بالمرض من خلال اللمس أو عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج من العطاس والسعال أو الزفير الذي يحوي بكتيريا المكورات الرئوية. ووصف غالبية حالات مرض المكورات الرئوية الاجتياحية عند البالغين بأنه التهاب رئوي ويتسبب مرض المكورات الرئوية الاجتياحية في معدلات وفيات تراوح ما بين 15 و25 في المئة عند كبار السن، مضيفاً أن وزارة الصحة السعودية أصدرت قراراً إلزامياً بوجوب التطعيم ضد مرض المكورات السحائية لجميع المسافرين للحج والعمرة والزوار القادمين من حزام التهاب السحايا الأفريقي وأمراض أخرى. وأشار إلى أنه لا يزال مرض المكورات السحائية أحد أهم أسباب الأمراض المتوطنة والوبائية في العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتؤثر وبائيات مرض التهاب السحايا في منطقة الشرق الأوسط نظراً لقربها من منطقة حزام التهاب السحايا الأفريقي، والذي يمتد من السنغال في الغرب إلى إثيوبيا في الشرق، وفي هذه المنطقة، تعتبر معدلات الإصابة بمرض المكورات السحائية هي أعلى بمرات عدة من تلك الحالات التي ظهرت في البلدان المتقدمة، إذ تتجاوز أحياناً 1000 حالة لكل 100 ألف شخص خلال التفشي الاعتيادي لمرض المكورات النيسيرية السحائية. بدوره، قال استشاري أمراض الصدر رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى القوات المسلحة في الرياض الدكتور مجدي إدريس إن المكورات السحائية هي شكل جرثومي من التهاب السحايا، وهي عدوى خطرة تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي، ويمكن أن تسبب أضراراً بالغة في الدماغ وهي قاتلة بنسبة 50 في المئة للحالات إذا لم تعالج. وبيّن أن البكتيريا تنتقل من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الناتج من إفرازات الجهاز التنفسي أو البلعوم من أي حامل لهذه البكتيريا، وعن طريق الاتصال القريب وطويل الأمد من شخص مصاب بالزكام، أو الذين يعيشون في المساكن الضيقة (مثل الذين يعيشون في سكن مكتظ ويتشاركون الأكل والشرب أو استخدام الأواني) مع شخص مصاب (ناقل للبكتيريا)، وهذا بدوره يسهل انتشار المرض، مشدداً على ضرورة زيادة التطعيمات المتعلقة بالبالغين والمراهقين وتوفيرها للحد من العدوى والفايروسات.