أكد استشاري للأمراض الصدرية والعناية المركزة أن السعودية اتخذت تدابير لمتابعة الأهداف التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لمرض «المكورات الرئوية»، وكذلك للتأكد من أن الفئات المستهدفة تأخذ التطعيمات اللازمة عند الحاجة. وأشار إلى اتخاذ التدابير بتكثيف البرامج التوعوية الخاصة بأهمية التحصين، من خلال الحملات في مختلف الوسائل، وعبر الملصقات والوسائط، لنشر الوعي على نطاق واسع. وعن مدى أهمية حصول البالغين على التحصين ضد أمراض مثل الالتهاب الرئوي والسحائي، أوضح الاستشاري الدكتور محمد زيتوني، أنه بحسب التقديرات فإن «معدل الإصابة بمرض المكورات الرئوية في السعودية يبلغ 17.4 لكل مئة ألف نسمة، وأن الوفيات تبلغ 12.20 لكل مئة ألف نسمة، ما يحتّم التحصين ضد هذه الأمراض، بهدف الحماية والوقاية مبكراً». وعن أكثر الفئات عرضة لهذه الأمراض، قال زيتوني: «على رغم أن مرض المكورات الرئوية قد يصيب الشخص في أي مرحلة عمرية، إلا أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين، والبالغين الذين تجاوزوا 65 سنة أكثر المعرضين إلى خطر الإصابة بهذا المرض». ولفت استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة إلى أن وزارة الصحة السعودية تسعى إلى «تحقيق أعلى معايير الحماية للأطفال، لذا تنفّذ حملة للتطعيم بجرعة لقاح البكتيريا العقدية الرئوية، لتعزيز الحماية ضد البكتيريا العقدية الرئوية القاتلة عند الأطفال». وأشار إلى عوامل عدة تزيد احتمالات الإصابة بالمرض، منها العمر، والإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري، والأمراض القلبية الوعائية، والأمراض التنفسية، وسرطانات الدم الخبيثة، والذين خضعوا لزرع الأعضاء أو نقي العظم، والمصابون بالأمراض الكلوية والرئوية المزمنة». وأضاف محمد زيتوني: «يمكن للأشخاص الذين يحملون بكتيريا المكورات الرئوية في قنواتهم الأنفية أن يعرّضوا الآخرين إلى خطر الإصابة بمرض المكورات الرئوية لدى تواصلهم معهم من قرب، وذلك بسبب الرذاذ التنفسي الذي يخرج من الأنف أثناء العطاس أو السعال أو الزفير، والذي يحوي بكتيريا المكورات الرئوية». وشدد زيتوني على أهمية أخذ القادمين إلى الحج والعمرة والعمال الموسميين تطعيمات الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، إذ أظهرت الدراسات تأثيراً إيجابياً لتطعيمات المكورات الرئوية في مقاومة المضادات الحيوية. وتبيّن أن التطعيم من أنجح طرق مكافحة مرض المكورات الرئوية وأكثرها اقتصاداً في الكلفة. يذكر أن مرض المكورات الرئوية يُعد مسؤولاً عن كثير من الحالات المرضية وحالات الوفاة في دول الشرق الأوسط. وتشير التقديرات إلى أنه يتسبب في 1.6 مليون وفاة سنوياً على مستوى العالم، منها مليون طفل تحت سن الخامسة، و600 إلى 800 ألف بين البالغين. وتشمل الأمراض الناجمة عن المكورات الرئوية الالتهابُ الرئوي، والتهاب السحايا، وتجرثم الدم الحموي، إضافة إلى التهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجيوب، والتهاب القصبات. ويُعتبر مرض التهاب السحايا عدوى خطرة تصيب بطانة الدماغ. وتعتبر البكتريا هي المسبب الرئيس لأخطر أنواع هذا المرض، الذي بإمكانه إحداث ضرر وخيم في الدماغ، وهو قادر - إذا لم يُعالج - على الفتك بنصف الأشخاص الذين يصيبهم. وأكدت منظمة الصحة العالمية من خلال حملة 2016 ضرورة تحصين الأطفال والبالغين مدى الحياة من أمراض الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا. وسعت الحملة إلى استرعاء انتباه العالم إلى الأهمية الحاسمة للوصول إلى الأشخاص المعرضين للخطر. وحددت المنظمة المزيد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها البلدان لإغلاق فجوة التحصين، وتحقيق أهداف التطعيم العالمي بحلول العام 2020.