أكد متخصصون في مرض السكري والغدد الصماء أن التقنيات الحديثة والمتطورة ساعدت في تخفيض تكاليف العلاج على دول مجلس التعاون الخليجي، وكشفوا في الوقت ذاته أن برامج الوقاية وتغير نمط الحياة واستخدام وسائل الرياضة المتوفرة في شوارع دول الخليج ساعدت في تقليل الإصابات. جاء ذلك خلال إنطلاق أعمال المؤتمر الدولي الرابع "Saudi Endo" حول مستجدات أمراض السكري أمس، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، الذي تنظمه الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء في الخبر بفندق المرديان خلال الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر 2024، ويستضيف نخبة من الباحثين والمحاضرين والأطباء من داخل المملكة وخارجها، المتخصصين في أمراض السكري والغدد الصماء. وأكدت د. عفاف الشمري، استشارية غدد صماء وسكري، إمكانية تقليل الإصابة بالسكري بين افراد المجتمع بأتباع طرق صحية وممارسات رياضية وتغير النمط الغذائي، مشددة على أهمية التشخيص المبكر لمرضى السكر لتقليل الإصابة، وهذا يساعد وزارات الصحة في دول مجلس التعاون في تأخير ظهور الإصابات وخفض الميزانيات المرصودة. وألمحت بأن نسب الإصابة للأفراد بالمملكة بحسب الاحصائيات الاخيرة بين 15-35 سنة تصل حوالي 24 % فيما ترتفع هذه النسبة الى 50 % للفئات فوق 65 عاماً، موضحة، أن منع الإصابة بمرض السكر من الصعوبة بمكان، ولكن بالإمكان تأخير المضاعفات ذات العلاقة في ارتفاع السكر. واكد د. طارق ناصر، استشاري غدد صماء وسكري واورام غدد صماء بمستشفى الملك خالد بمدينة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني بجدة، أن الادوية المتوفرة التي تصرف لمصابي مرض السكري تحافظ على مستوى السكر ولا تقضي عليه بخلاف الحركة وممارسة الرياضة والاكل الصحي والامتناع عن التدخين يسهم في تقليل الإصابة بمرض السكري. وحدد متوسط تكاليف علاج السكري من النوع الثاني من 1000-3000 ريال شهرياً، كاشفا في الوقت نفسه عن وجود بروتوكول علاجي جديد خاص بالمملكة لعلاج مرضى السكري أخذاً بالاعتبار الادوية المتوفرة وطبيعية الحياة وسيطلق من مركز "وقاية" في الفترة المقبلة. وأوضح أن المركز الوطني للسكري يقوم بمتابعة الرعاية والعلاجات المقدمة لمرضى السكري خاصة من الأطباء، في حين تركز اللجنة العملية الخاصة بمرضى السكري المنبثقة من مركز "وقاية" التابع لوزارة الصحة في وضع بروتكولات الوقاية من المرض. وقدر د. سيف الزعابي، استشاري أشعة تداخلية وقسطرة وعلاج القدم السكرية بسلطنة عمان، ان نسبة انتشار مرض السكري بدولة الامارات 16 % - 19 %، بينما النسبة في سلطنة عمان 12 % - 15 %، وفي الكويت تصل الى 17 % - 20 % والبحرين تصل الى 15 % - 18 % وقطر تتراوح بين 16 % - 18 %، معتبرا هذه النسبة عالية مقارنة بالجهود المبذولة، مؤكدا، أن إصابة قدم السكر تمثل مشكلة كبيرة لمرضى السكر وهي في تزايد في دول مجلس التعاون، لافتا إلى أن نسبة انتشار إصابة قدم السكر بنحو 15 % - 25 % بحيث يصاب مريض واحد من كل أربعة مرضى سكر على مستوى الخليج، موضحاً أن التقنيات المطبقة في مستشفيات دول مجلس التعاون ساهمت في تقليل نسبة الإصابة. وطالب الزعابي، ضرورة أعتماد طرق الوقاية من خلال تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة وكذلك إستخدام القياس المنتظم لأجهزة ضخ الانسولين لنسب نزول السكر للمحافظة على أنتظام السكر في الجسم، محذراً من التدخين لمرضى السكر، مؤكداً أنتشار قدم السكر بين المدخنين أكثر من غيرهم. وأشار الزعابي، إلى أن نسب بتر قدم مرضى السكر أقل من السنوات الماضية في المناطق التي تحتوي مراكز متخصصة في قدم السكر، جراء التطور "القسطرة" وتطور التشخيص والتعاون المستمر بين جراحة الاوعية الدموية واستشاري القسطرة وطب الاسرة، مقدراً معدلات بتر قدم السكر بنحو خمس حالات لكل 1000 حالة مصابة بمرض قدم السكر على مستوى الخليج، مبيناً أن الدراسات تشير إلى حوالي 40 % من حالات الدخول في المستشفى المتعلقة بمرض السكري تكون بسبب القدم السكري. واكد، أن تكاليف علاج مرض السكر مرتبط بإرتفاع نسبة المرض، مشيراً إلى أن رعاية مريض مصاب بمرض سكر القدم من النوع الشديد تصل الى 40 ألف – 60 ألف ريال للبرنامج الواحد الذي يستمر نحو 6 أسابيع، بينما تكاليف قسطرة القدم تصل الى 50 ألف ريال. د. سيف الزعابي د. طارق ناصر د. عفاف الشمري