مع تزايد أعداد البالغين فوق سن الخمسين الذين يتعرضون لمخاطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية الاجتياحية بالمملكة العربية السعودية، وتوفر عوامل خطورة العدوى بين هذه الفئة العمرية، طالب عديد من كبار خبراء واستشاريي الأمراض المعدية بالمملكة بضرورة نشر مفهوم تطعيم الكبار وتوفير اللقاحات الحديثة الفعالة للوقاية من المرض. جاء ذلك في مؤتمر طبي عقد في الرياض مؤخراً تحت عنوان «طريقة جديدة للوقاية من أمراض المكورات الرئوية عند الكبار»، ضم عدداً كبيراً من خبراء الصحة وكبار الاستشاريين بالمملكة، وألقى فيه الخبير العالمي الدكتور أنطونيو تورس، المدير الطبي لمعهد أمراض المكورات الرئوية التابع لمستشفى برشلونة بإسبانيا، ندوة علمية هامة استعرض فيها أحدث المستجدات الخاصة بأمراض المكورات الرئوية الاجتياحية وسبل الوقاية والحد من انتشار هذه الأمراض المعدية الخطيرة بين البالغين الذين تجاوزت أعمارهم سن الخمسين في المملكة. ووفقاً للإحصاءات الصادرة مؤخراً، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب هم عرضة للإصابة أيضاً بمرض المكورات الرئوية الاجتياحي بمعدل ستة أضعاف أكثر من غيرهم من الأصحاء، أما الأشخاص المصابون بمرض السكري النوع الثاني، فهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المكورات الرئوية الاجتياحية بواقع أربعة أضعاف، وتتوافق هذه البيانات مع الوضع في السعودية، حيث ترتفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والتي باتت تشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة. ويوصف مرض المكورات الرئوية أنه مجموعة من الأمراض التي تسببها نوع من البكتيريا تعرف باسم بكتيريا المكورات الرئوية «ستربتوكوكاس نيمونيا» تؤدي إلى الإصابة بحالات مرضية خطيرة ترتبط بمعدلات مرتفعة، وتتسبب في حدوث قرابة 1.6 مليون حالة وفاة سنوياً حول العالم، كما أنها تعد السبب الرئيسي للإصابة بمرض التهاب السحايا، وتجرثم الدم، وهما نوعان من الأمراض التي تسببها المكورات الرئوية الاجتياحية، ويعتبر عامل التقدم في العمر من أهم عوامل الخطورة المؤدية لمختلف الأمراض التي تسببها المكورات الرئوية الاجتياحية وهو ما يضع الملايين من البالغين حول العالم في مواجهة مع هذا المرض. جدير بالذكر أن شركة فايزر قد طرحت اللقاح الخاص بالتحصين من المكورات الرئوية للبالغين ممن تجاوزوا عمر الخمسين في المملكة، وذلك في أعقاب الحصول على اعتماد وزارة الصحة السعودية، ويساهم اللقاح في تعزيز مقاومة المرض لدى الكبار في السن والتخفيف من حدة الأعباء والآثار المترتبة على المرض.