في مباراة الشباب والاتحاد على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ظهر الوجه الحقيقي للفريق الشبابي، واختفى وجه الفريق الاتحادي المعروف، تلك المباراة أظهرت لنا عجز «العميد»، الذي تحول إلى «شيخ كبير» لا يستطيع مجاراة منافسه «الشيخ الشاب» لقباً واسماً وفعلاً وواقعاً، فاز الشباب بجدارة، وقدّم أداءً مرتفعاً، وتمكن من إحباط منافسه والقضاء على طموحاته في الثلث الأول من الشوط الأول، وهذا يعود إلى أكثر من عامل، أولها في تصوري، أن متوسط الأعمار في الفريقين يأتي لمصلحة لاعبي الشباب، وهذا واضح تماماً من قائمة الفريقين، وأدائهما خلال شوطي المباراة، الأمر الآخر، يتمثل في نجاح المدرب الأرجنتيني هيكتور في قراءة منافسه، والضغط عليه منذ الدقائق الأولى، مستغلاً بذلك ضعف الخط الخلفي للفريق الاتحادي، وافتقاده التنظيم! أما آخر هذه العوامل، فيعود إلى انسجام لاعبي الفريق الشبابي، وتطبيقهم تعليمات مدربهم، إضافة إلى وجود تناغم في خط الوسط بقيادة كماتشو والأخوين «عطيف» مع خط المقدمة، أما الجهاز التدريبي في الفريقين، فهما من بلد واحد «الأرجنتين» الأستاذ والتلميذ، وأعني بذلك هكتور المدرب الشبابي وكالديرون المدرب الاتحادي، وبعيداً عن النتيجة التي آلت إليها المباراة، وهي كبيرة بلا شك، خصوصاً أن الشباك التي استقبلتها كانت شباك «بطل أول دوري للمحترفين»، فإن الأهداف الأربعة التى كانت قابلة للزيادة، كشفت عن «ثقوب» في قميص الفريق الاتحادي، وهي تنذر بقادم قد لا يسر محبي العميد، حتى وإن خرج فائزاً ب«سباعية» أمام أم صلال القطري، وفي تصوري أن مشكلات الفريق الاتحادي التي لم يستطع الخلاص منها، هي لاعبه «المؤثر» جداً محمد نور، حتى أن اعتقاداً أصبح يلازم إدارة النادي وجمهوره، بأن نور إذا غاب فإن الخسارة قادمة والعكس صحيح، ولا أدري متى سيتخلص الاتحاد من هذا الاعتقاد الذي أضر بالاتحاد، مع التأكيد بأهمية ومكانة وتأثير «نور» على الفريق والمجموعة، ولكنه يبقى لاعباً واحداً، وهناك عشرة لاعبين آخرين يقومون بأدوار أخرى، ومنهم من يمكن أن يقوم بدور نور، وإذا ما استثنينا اللاعب الشاب نايف هزازي والصبياني والنمري، فإن المجموعة الأخرى لن يكون باستطاعتها الوجود في الملاعب لأكثر من موسم، أو موسمين رياضيين فقط، وهو ما يحتاج من القائمين على الاتحاد التنبه له، إن أرادوا استمرار فريقهم في دائرة المنافسة. في المقابل، نجد أن متوسط أعمار لاعبي الفريق الشبابي قد لا تتجاوز ال 23 عاماً، ما يعني أن الفريق الشبابي سيكون بمقدوره الاستمرار منافساً لخمس سنوات مقبلة، بل إنني أرى أن هذه التوليفة الشبابية، هي الأقرب للفوز ببطولة دوري المحترفين الآسيوي. [email protected]