لم تُضأ قلعة بعلبك مساء أمس مثلما كانت تضاء في مواسمها والمهرجانات، بل هي صورة فيروز العملاقة المثبتة بالأنوار الإلكترونية على الأعمدة الستة القديمة التي أضاءت القلعة، وبدا وجه فيروز ساطعاً في عتمة الهياكل ومن حوله شعاع القمر الذي طالما غنته «شاعرة الصوت» في الليالي البعلبكية. وملأ صوت فيروز المتهادي في أجمل الأغنيات الرحبانية سماء القلعة بأصدائه وآهاته في احتفال شعبي ورسمي أقامته بلدية بعلبك بمبادرة من القائمقام بشير خضر، وحضره جمع كبير من عشاق فيروز الذين وفدوا إلى القلعة من بيروت والمناطق اللبنانية، القريبة والبعيدة. والاحتفال هذا جاء تكريماً للمطربة فيروز في ذكرى مرور ستين عاماً على إطلالتها الأولى على أدراج بعلبك العام 1956 في «الليالي اللبنانية» التي أحياها الأخوان عاصي ومنصور الرحباني. وأدت فيروز، وكانت في الحادية والعشرين، أغنيات ما زالت محفورة في ذاكرة القلعة ووجدان الجمهور ومنها « لبنان يا أخضر حلو». وصادفت الذكرى أيضاً عيد ميلاد فيروز الحادي والثمانين الذي يقع في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) عشية عيد الاستقلال في 22 الجاري... وارتفعت صورة عملاقة وبالضوء للعلم اللبناني إلى جانب صورة فيروز واختلطت أغنياتها الوطنية بأغنياتها الأخرى وقد افتتحتها بأغنية «مسيتكن بالخير» وكأنها تلقي تحية المساء على جمهورها المحتفل هناك. وبين هياكل جوبيتر وباخوس تنقلت صورة فيروز على وقع الغناء والموسيقى. والاحتفال هذا تناقلته الشاشات اللبنانية والعربية وبدا حدثاً فنياً ووطنياً أكد حضور فيروز والأخوين الرحباني في وجدان اللبنانيين وفي ذاكرتهم الفردية والجماعية.