السنة المقبلة تدرك مهرجانات بعلبك الستين من عمرها الصاخب، أي أنها باتت على مشارف مراهقة أو مراهنة جديدة. ستون سنة لا يمكن القول إنها مرّت مرور الحلم، فكوابيس المنطقة وحروبها قطعت وقاطعت تلك التظاهرة الفريدة في الشرق الأوسط. تظاهرة سجلت الكثير من «الفتوحات» الفنية ذات المستوى الراقي وجالدت في ثبات وصبر للاستمرار والمثابرة، فكانت الإخفاقات أقل من النجاحات وتمكن الحلم الذي رافق بزوغ الاستقلال اللبناني من البقاء كقوس قزح بعد أعتى العواصف. تداعيات الحرب السورية ومعارك عرسال أجبرت اللجنة على تقديم المهرجانات في بيروت منذ سنتين مع أنها اقتصرت على ثلاث حفلات لا أكثر. والسنة الفائتة استعادت التظاهرة أرضيتها الصلبة داخل القلعة التاريخية مع «عاصي ...الحلم»، أما موسم 2015 فيتسم بتفاؤل كبير تحت شعار «لك يا بعلبك!» تحييه جمهرة من الفنانين والشعراء ممن جمعتهم بالقلعة أواصر صداقة قديمة وسوف ينجز هؤلاء شهادات أدبية مقتضبة بمثابة تحية لبعلبك. وفي مؤتمر صحافي عقدته لجنة المهرجانات أمس في القاعة الزجاجية لوزارة السياحة، أفادت رئيسة اللجنة السيدة نايلة دو فريج أن الاحتفال المذكور سيتخذ شكل العيد» وستتداخل الأغاني والموسيقى والنصوص واللغات وتعابير الجسد والصورة في بوتقة واحدة وفق صيغة مبتكرة ومتنوعة في إطار ساحر يضيء سماء القلعة وتتردد أصداؤه في أرجائها ليعكس صورة الإبداع الفني في أشكاله المختلفة.» في 31 توز (يوليو) الساعة الثامنة والنصف مساء يبدأ هذا العرض الافتتاحي وهو من إعداد المخرج نبيل الأظن . أما النصوص فهي من أدونيس، ناديا تويني، طلال حيدر، صلاح ستيتية، ايتيل عدنان، عيسى مخلوف، ووجدي معوض. والموسيقى لعبدالرحمن الباشا، بشارة الخوري، غدي الرحباني، ناجي حكيم، مرسيل خليفة، ابراهيم معلوف، زاد ملتقى، وغبريال يارد، وأداء الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة هاروت فازليان... خالد نبوش سيشرف كالعادة على أداء فرقة «المجد» للدبكة البعلبكية ويقدم طارق رمو وصلة بهلوانية، كما تشارك فاديا طنب الحاج في الغناء ورفيق علي أحمد في تمثيل النصوص. ويصمم الأزياء ربيع كيروز. حضر المؤتمر وزير السياحة ميشال فرعون وألقى كلمة للمناسبة، كما ألقت الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده كلمة تهنئة بالتوأمة مع المهرجان الفرنسي. كما ألقى وزير الثقافة اللبناني روني عريجي كلمة قال فيها: «مُفرحٌ للبنانَ والعالمِ العربي، إعلانُ لجنتِكُم عن برنامجِ ليلة افتتاحِ مهرجان هذه السنة في هياكِل بعلبَكَ الدهرية... إنَهُ فِعلُ تشبُثٍ بعراقةِ مدينةِ الشمس ورمزيةِ مهرجاناتِها». وأشار إلى أن «العودة إلى بعلبك في لياليها التاريخية، استمرارٌ لرسالةِ لبنان الثقافية – الفنية، وتعاونُ اللَجنة بفعلِ التوأمة مع مهرجان «Aix-en-Provence» لإحياء – احتفالية – «إلِك يا بعلبك» في تموز المقبل، بشرى سارة لنا جميعاً»...