عمّان، لندن - أ ف ب - نفى مصدر حكومي أردني امس و «في شكل قاطع» أن تكون بلاده وراء التشويش الذي تعرضت له قنوات «الجزيرة الرياضية» خلال تغطيتها مباريات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا 2010. وعبر المصدر لوكالة «فرانس برس» عن «رفض الاردن وفي شكل قاطع الادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن هويتها لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية أنه كان وراء التشويش». وقال المصدر: «هذه ادعاءات باطلة وغير مقبولة، والحكومة مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق وهي واثقة بأن مثل هذاالفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات». وعبر عن «رفض الحكومة ايضاً التكهنات والآراء التي عبرت عنها مصادر في قناة «الجزيرة» لصحيفة «ذي غارديان» حول رد فعل الاردن على فشل مفاوضات شراء حقوق البث الارضي للمباريات». وقال: «تحدث الاردن مع مسؤولين في القناة حول شراء حقوق البث قبل حوالى اربعة أشهر من انطلاق المباريات، لكن القناة لم تبدأ المفاوضات الفعلية الا قبل ايام من انطلاق المونديال». وأضاف: «قبل حوالى اربعة ايام من بدء مباريات كأس العالم، تقدمت «الجزيرة» بعرض لبيع حقوق البث الارضي للأردن ل20 مباراة تختارها هي ومعظمها من الدور الاول مقابل 8 ملايين دولار، فضلاً عن السماح ببثها على شاشات كانت ستوضع في مناطق نائية وفقيرة مقابل 50 ألف دولار لكل شاشة عرض». وأكد المصدر ان الاردن رفض العرض «لأنه اعتبره متأخراً جداً ولأن المباريات التي سمحت «الجزيرة» ببثها وعدد هذه المباريات لم يكن مناسباً». وكانت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية كشفت ان مصدر التشويش الذي تعرضت له قنوات «الجزيرة الرياضية» خلال تغطيتها مباريات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا 2010 جاء من الاردن. وقالت الصحيفة «انه نتج من غضب الاردنيين من عدم موافقة القناة القطرية على بث مباريات المونديال ارضياً لتتاح لهم مشاهدة المباريات مجاناً». وكانت قنوات «الجزيرة الرياضية» حصلت على الحقوق الحصرية لبث فعاليات كأس العالم في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لكن بثها تعرض للتشويش في بعض المباريات، خصوصاً مباراة الافتتاح بين جنوب افريقيا والمكسيك في 11 حزيران (يونيو) الماضي، ما ادى الى موجة غضب لدى محبي اللعبة في بعض الدول العربية الذين اعتبروا انهم دفعوا اشتراكاتهم للمحطة وانه يتعين عليها توفير التغطية المناسبة لهم. واستندت الصحيفة البريطانية الى معلومات سرية حصلت عليها لم تكشف مصدرها، مؤكدة أن «هناك وثائق تدل على أن مصدر التشويش كان من منطقة السلط الأردنية قرب العاصمة عمان، وذلك اعتماداً على تحليلات فريق تقني يعتمد تكنولوجيا خاصة بتحديد الأماكن الجغرافية». وأضافت الصحيفة: «من غير المرجح أن يكون التشويش حصل من دون معرفة السلطات الأردنية»، مشيرة الى أن التشويش الذي حصل «متطور جداً»، ويتم عبر إرسال إشارات تعمل على تعطيل الإشارة الأصلية لمنع استقبالها على الأرض من القمر الاصطناعي، وهو من الأعمال غير القانونية بموجب المعاهدات الدولية.