لا يعلم الكثير أن أخطر الفيروسات الإلكترونية، تتسرب إلى الأجهزة عبر رسائل بريد إلكتروني بسيطة، إذ تعتمد على التلاعب بالمستخدمين للنقر على روابط ومرفقات غير معروفة. ونشر موقع «ساينس إليرت» قائمة بأسوأ الفيروسات تصيب الحواسيب، أوَّلُها «ميليسا» الذي ظهرَ العام 1999، وهذا الفيروس لا يسبب الضرر مباشرةً للأجهزة المضيفة وإنما يسبب البطء في خدمة البريد الإلكتروني، ويستخدم هذا الفايروس مرفق «مستند النصي» (word) يدعى «LIST.DOC». وسبَّبَّ من الخسائر ما يقارب 80 مليون دولار من إنتاجية ضائعة وعمليات تنظيف، بعدما إصابة 45 مليون حاسوب مسببًا خسائر تقدَّر ب 10 مليار دولار. وفي العام 2003 حطمت فيروس دودة «SQL Slammer» الإنترنت حرفياً، ولم يكن ذلكَ عن طريق الهندسة الاجتماعية، بل استهدفت الفيروسات خوادم الشّركات الكبرى وخدعتها للحصول على صلاحيات الوصول للأنظمة الخاصة بها قبل أن تقوم بنسخ نفسها إلى الحواسيب الأخرى انطلاقاً من مضيفها الجديد. وأثرت الفيروسات بزيادة عدد السيرفرات المصابة على الشبكة مسببة خسائر تقدر ب 1.2 بليون دولار خلال خمسة أيام فقط. وظهر فيروس «دودة العاصفة» (Storm Worm) في عام 2007، داخل بريد إلكتروني على شكل رابط بدلاً من «attachment»، وبمجرد النقر على الرابط تسمح له بتنصيب برامج خفي على الحاسوب وربطها ب«شبكة الروبوتات»، وهي شبكة خفية وغامضة موزَّعة تتكون من عددٍ ضخمٍ من أجهزة الحواسيب المتَّصلة بالإنترنت حول العالم. وتستخدم شبكة الروبوتات في حملات ال«spam» التي تستهدف سيرفرات البريد الإلكتروني بعدد هائل من الرسائل المزعجة وغير المرغوبة، وتستخدم حالياً في وقت الحسابات الغير مرغوبة في وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك فيروس تروغان (mebroot) في العام 2007، يقوم بتجنيد الحواسيب في شبكة روبوتات، ولكن المميز في هذه الحالة أنَّ الفيروسات تستولي على الحاسوب بطريقة «drive-by-downloads»، وينتقل بمجرد زيارة مواقع خبيثة أو بالضغط على نوافذ مخادعة. ويقدر «Mebroot» على التجسس على أي شيء تقوم به في المتصفح الخاص بك، ويقول خبراء أمن المعلومات أن الأمر قد استغرق سنةً واحدةً فقط لسرقة معلوماتٍ تتعلَّق بحوالي 500 ألف حساب بنكي. ولا يمكن توفير حماية بنسبة 100 في المئة ضد الفيروسات أو الاختراقات وكل ما نستطيع فعله هو تقليل الخطر وتصعيب المهمة.