دعا رئيس الوزراء المغربي المكلف عبد الإله بن كيران جهات لم يسمها إلى التوقف عن وضع العراقيل أمام تشكيل حكومته، مستنكراً ما وصفه ب»محاولات الانقلاب على شرعية صناديق الاقتراع» التي منحت حزبه «العدالة والتنمية» الإسلامي الصدارة في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقال بن كيران في كلمة أمام أعضاء اللجنة الوطنية ل «العدالة والتنمية» بثها موقع الحزب أول من أمس، إن تلك الجهات «لا تقيم وزناً لأصوات الناخبين»، وتعمل على نسف مشاورات تأليف الحكومة، لكنه اعتبر أن الدفاع على القيم والمبادئ أهم من تشكيل الحكومة. وأوضح أن «الحزب الخاسر في بلادنا يتحول أحياناً إلى الحزب الرابح»، مشيراً إلى انتزاع «الأصالة والمعاصرة» رئاسة بلدية مدينة تازة على رغم حصوله على 15 مقعداً في مقابل حصول حزب «الاستقلال» على 47 مقعداً. وقال ساخراً: «15 هزمت 47 لذلك نحن متخلفون في التعليم لأن الرياضيات عندنا تعطي نتائج عكسية». وتحدث بن كيران للمرة الأولى عن الصعوبات التي تعترض مشاوراته مع زعماء الأحزاب السياسية، معبراً عن رفضه الشديد التعرض للإهانة «من أي كان». وقال بن كيران إن زعيم حزب «معطوب» جاء يفاوضه وكأنه رئيس للوزراء، في إشارة إلى زعيم «تجمع الأحرار» عزيز أخنوش الذي اشترط لدخوله الحكومة وفق تسريبات الحزب الحاكم إبعاد حزب «الاستقلال» ووقف دعم الفقراء. وكان «تجمع الأحرار» (37 مقعداً) وضع تحالفه مع حزب «الاتحاد الدستوري» (19 مقعداً) ضمن شروطه لدخول الحكومة. ووصف بن كيران ذلك التحالف بأنه «خارج نطاق المعقول»، مشيراً إلى موقف مماثل عبّر عنه زعيم حزب الحركة الشعبية (27 مقعداً) امحند العنصر الذي قرر الاصطفاف إلى جانب أخنوش. وقال بن كيران إنه يتجنب إحراج الزعامات السياسية، في إشارة إلى ضغوط تُمارس عليهم. لكنه أكد حرصه ضم حزب «الاستقلال» إلى حكومته وعدم التخلي عنه. ووصف بن كيران زعيمه حميد شباط بأنه تصدى لمحاولة الانقلاب على الشرعية «وهذا موقف رجولي ليس هيناً في المغرب». ودعا بن كيران إلى احترام الكتلة الناخبة التي صوّتت لحزبه، مطالباً بعدم إهانة أصوات الناخبين عبر الضغط على زعامات سياسية وحضهم على وضع تعقيدات في طريق تشكيل الحكومة. وقال إنه لن يقبل من أي كان أن يهين المواطنين، مطالباً أعضاء حزبه التصدي لأي محاولة للانقلاب على فوز الحزب في الانتخابات الاشتراعية صوناً لأصوات الناخبين. وشدد بن كيران على أن تكليفه من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أتى بعد مناورات عدة هدفت إلى إبعاده عن تسلم رئاسة الوزراء، مشيراً إلى أن المغرب يمر بأزمة سياسية مستمرة، في إشارة إلى تعثر تشكيل الحكومة بعد من شهر على التكليف الملكي. ولم يتقدم بن كيران في مشاوراته منذ حصوله، خلال الجولة الأولى التي انطلقت منتصف الشهر الماضي، على دعم حزبي «الاستقلال» (46 مقعداً) و «التقدم والاشتراكية» (12 مقعداً). وكان يعوّل على حزب «الاتحاد الاشتراكي» (20 مقعداً) لتحقيق نصر تاريخي من خلال ضم أحزاب الحركة الوطنية المعروفة تحت اسم «الكتلة» إلى حكومته، لكن تشبث الاشتراكيين برئاسة مجلس النواب لا يروق للإسلاميين. ويحتاج «العدالة والتنمية» (125 مقعداً) إلى 20 مقعداً لتشكيل غالبية برلمانية. وشكك بن كيران في المقاعد التي حصل عليها حزب «الأصالة والمعاصرة» في الانتخابات (102 مقعد)، معتبراً أن رقم 102 «وصمة عار لأن لا أحد من المغاربة سيفهم كيف حصل هذا الحزب حديث النشأة على المرتبة الثانية».