على نغمات أغنية «لم تكن تلك حكايتي» المشتركة بين الفنانة الفلسطينية ريم البنى والملحن الدنماركي هنريك كويتس، افتتح البيت الدنماركي في مبنى يقع في البلدة القديمة لمدينة رام الله رمّم حديثاً. وتأتي هذه المبادرة في محاولة لتعزيز الحوار والتبادل الثقافي بين المبدعين الدنماركيين والفلسطينيين في مختلف المجالات، كما تهدف إلى تعزيز العلاقات وتشجيع الاحترام المتبادل بين الدنمارك وفلسطين على المستوى الشعبي، مع التركيز على مشاريع تبادل الخبرات والمهارات المهنية والتي تعود بالفائدة على كلا الطرفين. وشهد المشاركون خلال الافتتاح أخيراً، حواراً من نوع خاص بين المطبخين الفلسطيني والدنماركي عبر أطباق تخلط بين مكونات أصيلة في كلا المطبخين، من بينها «حلوى القهوة العربية»، و «لبنة مع زيت النعناع والبازيلاء الخضراء والخيار»، و «زهرة مقطعة مع فانيلا». وتخللت الافتتاح حفلة لإطلاق المعرض الفني للفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور التي ربطت في صورها الفوتوغرافية بين مكونات الثقافة الفلسطينية ورموزها التاريخية والوطنية، وبالتحديد الكوفية وبين الطقوس اليومية الدنماركية. فتظهر في الصور مرتدية الكوفية الفلسطينية وتعصر العنب، وتركب الدراجة. كما استنسخت لوحة «هيب هوب اليوم» الدنماركية الشهيرة وأدخلت صورتها الشخصية عليها، واستبدلت بالرجل امرأة محجبة، وبالطفل الذكر طفلة أنثى، بينما تنوعت بشرات المشاركين في اللوحة الحديثة بما يعكس التغيرات الحاصلة على صعيد تقبل الآخر في الثقافة الدنماركية. والبيت الدنماركي في فلسطين، منظمة غير حكومية، وغير ربحية، مستقلة سياسياً، تعمل على تبادل الأفكار والخبرات والمعرفة في مجالات متعددة ومتنوعة مثل التجارة، والفن، والحرف، وغيرها. وهو ليس مركزاً ثقافياً تقليدياً، حيث تتوزع الفعاليات التي من المقرر تنظيمها لاحقاً في أماكن عدة كغرف المدارس، وورش النجارة، والمختبرات الطبية، وربما فوق ماكينات الخياطة، وقرب معصرة الزيتون. وأكد نعمان كنفاني عضو الهيئة الإدارية للبيت الدنماركي في كوبنهاغن، أن رام الله هي مقر هذا الصرح موقتاً. «بحسب البرنامج الأصلي يجب أن يكون البيت في القدس، وكوننا كفلسطينيين نعيش في الموقت باستمرار فكان في رام الله»، كما قال. وأفاد بأن الفكرة بدأت منذ نحو 6 سنوات من قبل جماعات مناصرة للقضية الفلسطينية في الدنمارك، مشيراً الى أن البيت الدنماركي يختلف عن المراكز الثقافية والسياسية الأخرى في رام الله بأنه الأول من نوعه من دون سيطرة حكومية عليه، فهو عبارة عن مؤسسة شعبية بكل ما للكلمة من معنى. وشددت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي على أهمية وجود مشروع كالبيت الدنماركي في فلسطين، الذي وجدت فيه تعبيراً عن عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والدنماركي، الذي يقف على الدوام مسانداً لحقوق الشعب الفلسطيني في نضالاته للتحرر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة. وقالت: «المبادرة إلى وجود مثل هذا البيت في فلسطين تعكس أهمية دور الثقافة في تعزيز التواصل بين الشعوب... الثقافة بحقولها المختلفة هي أسهل الطرق للتواصل بين الشعوب، وجسور الثقافة أكثر الجسور متانة، معربة عن أملها بتوسع المشروع ليكون هناك أكثر من بيت دنماركي في فلسطين، وليكون هناك بيت فلسطيني في الدنمارك، للتأكيد على حب الفلسطينيين للحياة والسلام، وسعيهم لحياة آمنة في ظل دولتهم المستقلة». وأكد ممثل الدنمارك لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، لارتس ريهوف، أهمية الجهود المبذولة في الدنمارك وفلسطين على مدار السنوات الماضية ليرى البيت الدنماركي النور، ويصبح حقيقة واقعة، معرباً عن أمله بأن ينقل هذا البيت إلى القدسالشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة في أقرب فرصة، مؤكداً أن اختيار رام الله جاء كونها العاصمة الثقافية لفلسطين.