أنكر الفنان التشكيلي صديق واصل التهمة التي وجهها له الفنان عبدالله إدريس باستنساخ أعماله والمشاركة بها في معرض شنغهاي، (ونشرته «الحياة» في عدد أمس). وقال: «أنا عرضت فكرة توظيف العلب الفارغة في أعمالي قبل العام 1999 وتحديداً في العام 1997 في أتيليه جدة، وكان يشاركني الفنان وهيب زقزوق في معرض ثنائي. وجعلت من العلب المستهلكة تنطق على شكل وجوه آدمية وسميتها الوجوه المهملة وليست علباً صماء، بل حولتها إلى علب ناطقة. وأنا الآن أتهمه، وهو من سرقها مني». وتساءل: هل لدى إدريس ما يثبت أنني سرقت فكرته أو أي شيء آخر. وهذا الاتهام مؤسف، فكيف يمكن بعد عمر 25 سنة قضيتها في التشكيل يأتي أحدهم ويقول إنني سرقت فكرته». وزاد في توضيح ل«الحياة»: «ما شاركت به في معرض شنغهاي كانت أعمالاً عن المعلقات الشعرية السبع في الجاهلية، باستخدام أدوات مستهلكة، وانبهر الصينيون بها وأعجب بالتجربة الكثير، وليست لها علاقة أبداً بمعرض إدريس «ذات الرماد». وقال واصل: إذا كان إدريس نفسه قدمها في العام 1999 كما يقول فهل طوّرها؟ هل أعاد خلقها من جديد وأبدعها؟ ثم لماذا لم يتحدث عبدالله إدريس قبل اليوم وهو يعرف تجربتي، ولماذا يتهمني في هذا الوقت وأين هو من قبل؟ هل نجاحي مثلاً في معرض شنغهاي استفزه؟ وإذا كان إدريس لم يطور فكرته منذ 15 عاماً ولم يواصلها فهل يحتكرها»، مؤكداً أن الفن «ليس ممتلكات خاصة لأحد وهو مفتوح للجميع، وأن الاشتغال على العلب الفارغة والأدوات المهملة قدمها فنانون عالميون قبل عقود من الزمن في أوروبا، واشتغلوا على هذه المواضيع، فهل أعمالهم مثل أعمال عبدالله إدريس أو أعمال صديق واصل، صدقني كل فنان له نظرة فنية معينة والأفكار والأساليب تتطور مع الزمن». وحول تحكيم عبدالله إدريس لمشاركته في «سوق عكاظ» لهذا العام، قال واصل: شاركت في «سوق عكاظ» لهذا العام بعمل عن توظيف الكتب مطعَّم بأحرف عربية، وكان إدريس أحد المحكمين للأعمال، وادعى أيضاً أنه عمل هذه الفكرة من قبل في 2005»، موضحاً أن أكبر فناني العالم اشتغلوا على فكرة توظيف الكتب «وتحديداً في العام 1970 فهل إدريس من سرق فكرة الكتب من أوروبا، والجميع يعرف أن الأفكار الفنية غير مخلدة بالضرورة، وطبيعي أن يتأثر الفنان بكل ما يشاهده ويطوره بطريقته وليس هذا عيباً». واعتبر واصل أن كل الفنانين في الساحة التشكيلية «لم يقدموا أعمالاً لأول مرة لأن هناك أناساً سابقين لنا قدموها، وهذا موجود في كتب الفن». فالمفاهيمية على سبيل المثال في التجربة التشكيلية السعودية موجودة فقط من 4 سنوات تقريباً، لكنها في أوروبا منذ 60 سنة».