كثّف مناهضون للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب احتجاجات ضد انتخابه، أوقعت جريحاً بالرصاص، متعهدين استلهام «حزب الشاي» الذي شكّل فصيلاً متطرفاً في الحزب الجمهوري، معارضاً لسياسات الرئيس باراك أوباما. وشارك آلاف في تظاهرات نُظمت لليلة الثالثة، في ميامي وأتلانتا وفيلادلفيا ونيويورك وسان فرانسيسكو ولوس انجليس وديترويت ودالاس وممفيس وأورلاندو، وفي بورتلاند بولاية أوريغون، احتجاجاً على تصريحات أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية، وأثارت استنكاراً، اذ هاجم المهاجرين والمسلمين والنساء، متعهداً تشييد جدار بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. كما اتهمته نساء بالتحرش. وأعلنت الشرطة إصابة شخص بالرصاص، خلال تظاهرة مناهضة لترامب في بورتلاند، لدى عبور محتجين جسر موريسون. وأشارت الى أن رجلاً خرج من سيارة على الجسر، حيث واجه محتجاً ثم أطلق عليه رصاصاً. وأضافت أن المصاب أُدخل مستشفى، علماً ان جروحه لا تعرّض حياته الى خطر. وسار مئات في شوارع لوس أنجليس، وعرقلوا حركة المرور، ملوحين بلافتات وهاتفين «نرفض الرئيس المنتخب» و «الشارع لمَن؟ الشارع لنا». كما سار آلافٌ في وسط ميامي، وأغلق مئات طريقاً سريعاً وأوقفوا المرور في الاتجاهين. وفي نيويورك تجمّع متظاهرون مرة أخرى في متنزه «واشنطن سكوير بارك» وعند برج «ترامب تاور» حيث يقيم الرئيس المنتخب. وحمل محتجون بالونات حمراء ضخمة ولافتات رُسمت عليها قلوب وكلمات «سلام وحب» و «جدارك لن يعرقل مسيرتنا» و «الحب يغلب الكراهية». وأعلنت الشرطة في نيويورك توقيف 11 شخصاً. ويأمل المتظاهرون بتنظيم احتجاجات تكون الأطول في الولاياتالمتحدة منذ حركة «احتلوا وول ستريت». وقال تي. جي. ويلز الذي تطوّع للعمل في الحملة الانتخابية لكلينتون، إن قراره تنظيم احتجاج ليل الخميس عند فندق ترامب الدولي في واشنطن قرب البيت الأبيض، كان عفوياً، لكنه اجتذب «مئات في غضون ساعات». وأضاف: «بدءاً بيوم التنصيب وحتى خروجه من السلطة، علينا أن نتأكد من أنه إذا كان هناك ما سيقرّه، ولا يوافق عليه معظم الأميركيين الذين صوّتوا لهيلاري كلينتون، سنكون فاعلين في هذا الصدد». ودعا آل شاربتون، وهو أحد قادة الحقوق المدنية في نيويورك، المحتجين الى أن يحذوا حذو الجمهوريين في معارضتهم لسياسات أوباما. واعتبر أن مناهضة الجمهوريين للرئيس المنتهية ولايته، بدأت في شكل طبيعي وتطوّرت إلى حركة «حزب الشاي»، وأدت في نهاية المطاف إلى انتخاب ترامب. وتابع «لن نكون كريهين مثلهم، لكننا سنكون على المقدار ذاته من الإصرار. لن ينتهي ذلك». وقال والتر سمولاريك، أحد منظمي الاحتجاجات، إن أعضاء تحالف «أنسر» يستهدفون جذب عشرات الآلاف إلى مسيرة مناهضة لترامب يوم تنصيبه في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأضاف: «سيتصدى الشعب لأجندة ترامب منذ اليوم الأول». وأشار الى أن الجماعة تعتزم التظاهر طيلة ولاية الرئيس الجمهوري. «أوباما كير» وندد زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد بفوز «وحش جنسي يشجع قوى الكراهية والتطرف في أميركا». لكن ترامب أعلن للمرة الأولى إمكان «تعديل» قانون «أوباماكير» للتأمين الصحي الصادر عام 2010، بعدما تعهد إلغاءه أثناء حملته الانتخابية. وتطرّق الى لقائه أوباما الذي اقترح عليه الحفاظ على أجزاء من القانون. وأضاف: «قلت له إنني سأدرس اقتراحاته، وسأفعل ذلك احتراماً له. أوباما كير سيُعدّل أو يُلغى أو يُستعاض عنه» ببرنامج آخر. ويعتزم ترامب الاحتفاظ بجزءين من «أوباما كير»، يتعلّق الأول بمنع شركات التأمين من رفض أي مريض بسبب وضعه الصحي، فيما يتيح الثاني لأولياء الأمور إمكان تمديد التغطية الصحية لأولادهم لفترة أطول. وقال الرئيس المنتخب انه «يحبّ كثيراً» هذين الجزءين. وأشاد ترامب بهيلاري كلينتون، علماً أنه كان استخدم أسوأ العبارات في وصفها خلال الحملة، فيما كان مؤيدوه يردّدون عبارة «أسجنوها» لدى ذكر اسمها. وقال لشبكة «سي بي إس»: «اتصلت بي هيلاري وكان ذلك اتصالاً لائقاً. (انه) اتصال صعب بالنسبة إليها، أستطيع أن أتخيّل ذلك. اتصال أكثر صعوبة بالنسبة إليها ممّا كان سيكون بالنسبة إلي. في النهاية كان سيكون صعباً جداً جداً بالنسبة إلي. كانت في منتهى اللطف. قالت لي فقط: مبروك دونالد، عملاً موفقاً. قلت: أريد أن أشكركِ بصدق، كنت منافسة بارزة». واعتبر أنها «قوية وذكية جداً». ولم يستبعد إمكان طلب النصح من الرئيس السابق بيل كلينتون، بعد تلقيه مكالمة تهنئة «ودية جداً» منه. وتابع: «إنه شخص موهوب جداً، في النهاية إنها عائلة موهوبة جداً. بالتأكيد، سأفكّر في ذلك. كان لطيفاً الى أقصى حدود. قال إنه كان سباقاً مذهلاً». يونكر في لوكسمبورغ، اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة «ينطوي على خطر بزعزعة العلاقات بين القارتين من أساسها وفي هيكلها». ونبّه الى أن الرئيس المنتخب «يطرح أسئلة عواقبها مضرّة، اذ يعيد النظر في الحلف الأطلسي، وبالتالي في النموذج الذي يقوم عليه الدفاع الأوروبي». وذكّر خلال لقائه طلاباً، بتصريح لترامب قال فيه إن بلجيكا التي تضمّ مقرَي الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، هي «قرية في مكان ما من أوروبا»، لا دولة، وزاد: «هذا جائز لمَن ينظر من بعيد، لكنه لا يعكس الواقع». وأضاف: «الأميركيون في شكل عام لا يكنّون أي اهتمام لأوروبا، وهذا ينطبق على الطبقة السياسية كما على العمق الأميركي، إنهم لا يعرفون أوروبا. سيتحتّم علينا أن نلقّن الرئيس المنتخب ما هي أوروبا، وما هي مبادئ عملها». وأشار يونكر الى أن لدى ترامب «موقفاً حيال اللاجئين والبيض من غير الأميركيين، لا يعكس القناعات والمشاعر الأوروبية»، وزاد: «اعتقد بأننا سنضيّع سنتين إلى حين انتهاء السيد ترامب من التجوّل في العالم الذي لا يعرفه». اما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فأبدى رغبة في لقاء ترامب قبل انتهاء ولايته أواخر كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأضاف: «بعد تشكيله فريقه من خبراء وشخصيات ذات رؤية، أثق بمواصلة الولاياتالمتحدة أداء دور قيادي» في شؤون العالم. اقبال على مؤسسات لاستطلاعات الرأي رحجت فوز ترامب أعلنت مؤسسات مغمورة لاستطلاعات الرأي العام، خالفت إجماعاً على فوز المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة، مرجّحة فوز خصمها الجمهوري دونالد ترامب، تلقّيها عدداً ضخماً من الاتصالات، من مستثمرين وعملاء يطلبون خدماتها. وكانت غالبية مؤسسات استطلاعات الرأي توقّعت فوز كلينتون، في أحدث خيبة تضرب صناعة بحوث الرأي العام التي تُقدّر قيمتها بنحو 20 بليون دولار، وذلك بعد شهور على فشلها في توقّع نتيجة تصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في استفتاء عام نُظم في حزيران (يونيو) الماضي. ومن المؤسسات القليلة التي أعلنت عن النتيجة الصحيحة، شركة «براندس آي» الجنوب أفريقية، وهي جديدة في هذا المجال تستعين بطريقة مختلفة، اذ تحلّل التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي. وانتهجت الشركة التي لديها مكاتب في كيب تاون وجوهانسبورغ، طريقة مختلفة تماماً عن طرق الاستطلاع التقليدية، اذ تدفع لأشخاص في كل أنحاء العالم، من أجل التمحيص في مواقع التواصل الاجتماعي عن تدوينات معنية. وهذه عملية تُعرف باسم الحصول على معلومات من الجمهور، ثم تستخدم نظاماً حسابياً عبر الكومبيوتر لتصنيف شعور المستهلكين إزاء منتجات أو ساسة. وأشارت هذه الطريقة الى فوز ترامب، كما توقّعت نتيجة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال المدير التنفيذي للشركة جي بي كلوبرز: «لم يتوقف هاتفي عن الرنين». وستكون هذه الوسائل الجديدة، في حال نجاحها، موضع اهتمام كبير من شركات استطلاعات الرأي التي تواجه صعوبة في الوصول الى مستخدمي الهواتف الخليوية، أو الأميركيين الذين ينتابهم ضجر من الاستطلاعات. وتستند شركات استطلاع الرأي التقليدية إلى أسئلة تُطرح على أفراد يتم اختيارهم عشوائياً، وغالباً في مقابلات تُجرى في شكل مباشر عبر الهاتف. وبين أخطاء أخرى ارتكبتها مؤسسات استطلاعات الرأي قبل الانتخابات الأميركية، أنها أخطأت كلياً تقريباً في تقدير توزيع إقبال الناخبين على الاقتراع، بين المجموعات السكانية. روسيا تحظر دخول سفير اميركي سابق أعلن مايكل مكفول، السفير الأميركي السابق في موسكو، أن روسيا حظّرت دخوله أراضيها. وتولى مكفول المنصب بين عامَي 2012 و2014، خلال الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما. وتحظّر روسيا دخول مسؤولين أميركيين، رداً على حظر أميركي لدخول مسؤولين روس الولاياتالمتحدة. وأشارت مصادر في الخارجية الروسية إلى أن مكفول أُضيف إلى لائحة العقوبات عام 2014، لافتة إلى أنه لم يُمنع من دخول روسيا لتأييده أوباما، بل بسبب «مشاركته النشطة في تدمير العلاقات الثنائية وتأييده الشديد لحملة ضغط على روسيا». وقال مكفول إنه علم بالحظر لدى تقديمه طلباً لتأشيرة سفر لروسيا، لمساعدة المرشحة الديموقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون على إعداد انتقالها إلى البيت الأبيض. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: «لدي مئات من الأصدقاء في روسيا. آسف لأن هذه العقوبات ستجعل التواصل مع الناس أكثر صعوبة». وأضاف: «أُبلغت بوضعي على لائحة عقوبات الكرملين، لصلتي الوثيقة بأوباما. سأعتبر ذلك مديحاً. فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على روس مقربين من (الرئيس فلاديمير) بوتين». وتابع: «على حد علمي كان جورج كينان آخر سفير أميركي لدى الاتحاد السوفياتي/ روسيا يُحظّر دخوله هناك». وكانت موسكو أعلنت أن كينان شخص غير مرغوب فيه عام 1952. وتأزمت العلاقات بين مكفول والكرملين، عندما كان سفيراً في موسكو، بسبب اتصالاته بالمعارضة. ويعمل الآن أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة ستانفورد.