تحت تأثير «صدمة» الفوز المفاجئ للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تجمع آلاف المتظاهرين ليل الأربعاء في أنحاء الولاياتالمتحدة، وبينها نيويورك ولوس أنجليس وأمام البيت الأبيض للاحتجاج على انتخابه، والتنديد بآرائه في شأن المهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى، والتي يرون أنها تنم عن عنصرية وتمييز حيال النساء وكره للأجانب. واجتاح حوالى 5 آلاف متظاهر، غالبيتهم طلاب مدارس ثانوية وجامعات، طرقاً في لوس أنجليس، وأحرقوا دمية في شكل ترامب أمام مبنى بلدية المدينة، ما استدعى تدخل الشرطة التي اعتقلت حوالى 13 محتجاً. وفي نيويورك، أوقفت الشرطة 15 محتجاً، بعدما نزل آلاف إلى شوارع وسط مانهاتن وشقوا طريقهم إلى برجه في الجادة الخامسة (فيفث أفينيو) حيث تواجد مع نائبه المنتخب مايك بنس وعدد من أعضاء فريق حملته للبدء بإعداد حكومته والأيام الأولى لولايته. ثم هتف المتظاهرون «ترامب إلى المزبلة»، و»ترامب ليس رئيسي». كذلك عطل حوالى 6 آلاف محتج حركة المرور في أوكلاند بولاية كاليفورنيا. وألقوا أشياء على شرطة مكافحة الشغب وأحرقوا القمامة، وأطلقوا ألعاباً نارية وحطموا واجهات متاجر، فردت الشرطة بإلقاء مواد كيماوية مهيجة للعيون، وأعلنت جرح عنصرين في صفوفها وتضرر آليتين تابعتين لها. وفي شيكاغو، تجمع حوالى 1800 محتج خارج برج وفندق ترامب العالمي، ورددوا هتافات مثل «لا لترامب» و»أميركا لن تكون عنصرية». وقالت أدريانا ريزو (22 سنة): «أشعر بخوف شديد مما يحدث في هذا البلد». وفي سياتل، تعاملت الشرطة مع إطلاق نار أسفر عن جرح 5 أشخاص أحدهم في حال الخطر قرب موقع احتجاجات مناوئة لترامب. لكن الشرطة أعلنت أن الحادث «لا علاقة له بالاحتجاجات، ونجم من مشاجرة أدت إلى فتح مسلح النار بعدما ابتعد عن الحشد». وتجمع مئات المحتجين أيضاً في فيلادلفيا وبوسطن وبورتلاند، وأوستن عاصمة ولاية تكساس، وناشفيل بولاية تنيسي. وفيما أبدى بعض المحتجين رفضهم الشديد لتعهد ترامب خلال حملته بناء جدار على الحدود مع المكسيك، من أجل منع دخول المهاجرين غير الشرعيين، صرح الرئيس المكسيكي أنريكه بينا نييتو بأنه اتصل هاتفياً بدونالد ترامب لتهنئته على انتخابه، واتفق على لقائه قريباً. ووصف بينيا نييتو المحادثة الهاتفية بأنها «كانت لطيفة وودية ومحترمة، والأفضل أن نلتقي خلال الفترة الانتقالية (قبل أداء ترامب قسم اليمين في كانون الثاني) لتحديد الاتجاه الذي ستسلكه العلاقة بين بلدينا». وأضاف: «أنا متفائل. واضح أن صفحة جديدة تفتح لدى تولي حكومة جديدة السلطة، ولكنني أعتقد أيضاً بأن هناك فرصة كبيرة لتطوير العلاقات بين بلدينا». وكان الرئيس المنتخب أكد، في كلمة ألقاها في مناسبة فوزه، أنه سيكون رئيساً لجميع الأميركيين، وقال: «حان وقت الاتحاد كشعب واحد»، وهو ما دعا إليه الرئيس باراك أوباما في رسالة إلى الأميركيين أوردت: «نتمنى جميعاً النجاح للرئيس المنتخب في جمع الأميركيين وقيادتهم»، من دون أن يخفي وجود «خلافات كبيرة» بينهما. إلى ذلك، أكد بيرني ساندرز الذي هزمته هيلاري كلينتون في السباق لنيل بطاقة ترشح الحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية استعداده للتعاون مع ترامب لتحسين حياة عائلات العمال، وقال: «استغل ترامب غضب طبقة متوسطة تتراجع، وباتت غير قادرة على تحمل المؤسسة الاقتصادية ولا المؤسسة السياسية ولا المؤسسة الإعلامية». وفي شأن داخلي آخر، أعلن مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن وكالات الاستخبارات ستبدأ قريباً في إطلاع ترامب على معلومات الأمن القومي العالية السرية ذاتها التي يجري إبلاغ الرئيس أوباما بها، وبينها تفاصيل عمليات التجسس وطرق جمع المعلومات السرية كعمليات التنصت المثيرة للجدل التي تنفذها وكالة الأمن القومي. أوروبا وفي رسالة تهنئة، اقترح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «التواصل بلا تأخير مع ترامب استناداً إلى القيم والمصالح التي نتشاطرها، خصوصاً في شأن مكافحة الإرهاب والوضع في الشرق الأوسط على المحك، وكذلك في شأن العلاقات الاقتصادية وحماية كوكب الأرض». وأضاف: «تابعت باهتمام مداخلتكم الأولى، خصوصاً رسالة التهدئة ولم الشمل بعد حملة كانت عنيفة أحياناً»، داعياً ترامب إلى «النظر إلى التحديات المشتركة، وإدراك القلق الناجم عن الفوضى في العالم». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في رسالة تهنئة مشتركة، ترامب إلى عقد قمة بين الاتحاد والولاياتالمتحدة «في أول فرصة، إذ أن تعزيز العلاقات بين الطرفين مهم أكثر من أي وقت في سبيل مواصلة إحداث فارق لخوض تحديات لا سابق لها مثل تنظيم داعش، أو تهديدات لسيادة أوكرانيا والتغير المناخي والهجرة». وقال توسك: «لا أظن أن بلداً يستطيع أن يدعي أنه كبير إذا بقي معزولاً»، في إشارة إلى شعار «استعادة عظمة أميركا» الذي استخدمه ترامب. وكان وزير المال البريطاني فيليب هاموند أبدى ثقته من أن بريطانيا ستكون لها علاقات بناءة جداً مع إدارة ترامب. وفي اتصال هاتفي، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ترامب تحسين العلاقات والتعاون في مكافحة الإرهاب. الكوريتان وإيران إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء «يونهاب» بأن ترامب تعهد، في اتصال هاتفي مع الرئيسة الكورية الجنوبية باك جون هاي، الدفاع عن كوريا الجنوبية بموجب التحالف الأمني الحالي. وكان ترامب ذكر خلال حملته الانتخابية إنه سيسحب حوالى 28500 جندي أميركي يتمركزون في كوريا الجنوبية إذا لم تدفع سيول حصة أكبر من كلفة نشر هذه القوات. أما كوريا الشمالية فأعلنت أن ترامب وإدارته المقبلة سيتعاملان مع «دولة نووية». وكتبت صحيفة «رودونغ سينمون» التابعة للحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية: «ما فعلته إدارة أوباما فهو تعريض أمن القارة الأميركية لخطر». وهي تورث الإدارة الجديدة عبء مواجهة عقيدة كوريا الشمالية حول الاكتفاء الذاتي». وفي إيران، أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري أن تصريحات ترامب حول احتمال ضربه إيران بصاروخ إذا احتجزت بحارة أميركيين في مياه الخليج، وهو ما حصل العام الماضي، «أكبر من حجمه»، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران تطالب كل الأطراف بالتزام الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم العام الماضي، لكنها تملك خيارات «ليست محدودة إذا لم يحصل ذلك». الهند وباكستان في باكستان، رحب الناطق باسم وزارة الخارجية نفيس زكريا بإعلان ترامب خلال حملته استعداده للتوسط بين باكستان والهند لحل قضية إقليم كشمير المتنازع عليه بينهما. وأكد سعي باكستان إلى علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة في مجالات الاقتصاد والدفاع والتقنية الحديثة والحرب على الإرهاب. وكان شالاب كومار، رجل الأعمال الهندي الذي يعمل مستشاراً لترامب والمقرب من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن المسؤولين «سيصبحان صديقين ويعمّقان علاقات البلدين». وفي الفيليبين، أمل الرئيس رودريغو دوتيرتي بإنهاء الخلاف مع الولاياتالمتحدة بعد انتخاب ترامب، مسترجعاً غضبه من انتقاد إدارة أوباما له. ودأب الرئيس الفيليبيني الذي يطلق عليه اسم «ترامب الشرق» بسبب حديثه الذي يفتقد القيود وتصريحاته البذيئة أحياناً على مهاجمة واشنطن في الأشهر الماضية، وهدد بإنهاء اتفاقات عسكرية وإلغاء مناورات مشتركة. ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تجهيز «برنامج عمل إيجابي» لإدارة ترامب تتعلق بالعلاقات بين كراكاسوواشنطن. وفي السودان، دعا وزير الخارجية إبراهيم غندور الإدارة الأميركية الجديدة إلى أن تتذكر «أن هناك بلداً عليه عقوبات استمرت أكثر من 20 عاماً بلا ذنب»، مؤكداً أن السودان سيستمر في الحوار مع واشنطن من أجل الوصول إلى تفاهم تام في إقامة علاقات طبيعية. تونسي يصرّ على بقاء أوباما تسلق تونسي، مستاء على الأرجح من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ساعة عملاقة في قلب العاصمة تونس أمس، للمطالبة ببقاء باراك أوباما في منصبه. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية أن الرجل الذي «كان في حال سكر» تسلق ساعة عملاقة طولها 32 متراً في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة. وأفاد شاهد في مقهى قريب بأن المحتج بدأ بالصراخ: «أعيدوا لنا أوباما». وقال شرطي أنه وزملاءه استغرقوا وقتاً لإقناع الرجل بالنزول من على الساعة. واجتذب الحادث حشداً صغيراً من المارة. وعند نزول الرجل من عليها استلمته عناصر الدفاع المدني.