أعلنت قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو)، مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح 14 في تفجير استهدف قاعدة بغرام الجوية شمال كابول فجر أمس، وتبنّته حركة «طالبان» التي تكثف عملياتها في أنحاء البلاد قبل حلول فصل الشتاء، الذي يشكل عادةً هدنة على صعيد المعارك. وليل الخميس، قتل 6 أشخاص وجرح أكثر من مئة في هجوم تبنّته الحركة على القنصلية الأميركية في مزار الشريف (شمال)، رداً، وفق قولها، على مقتل مدنيين في غارة جوية للحلف الأسبوع الماضي. وعاد الهجوم الأخير على قاعدة «بغرام» التي تبعد نحو 50 كيلومتراً من كابول، الى كانون الأول (ديسمبر) 2015، حين فجر انتحاري دراجة نارية مفخخة قرب القاعدة، ما أدى إلى مقتل ستة جنود أميركيين، في أحد الهجمات الأكثر دموية ضد العسكريين الأجانب في أفغانستان العام الماضي. ولم يحدّد الحلف جنسيات الضحايا، مكتفياً بإعلان فتح تحقيق في الاعتداء، فيما تحدث وحيد صديقي، الناطق باسم مكتب حاكم ولاية باروان حيث تقع بغرام، عن تفجير انتحاري من الموظفين الأفغان عبوة ناسفة حملها قرب قاعة طعام داخل القاعدة. أما الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، فقال أن «مقاتلنا حافظ محمد برواني نجح في دخول القاعدة الأميركية، وفجّر نفسه داخلها، ما أسفر عن مقتل 23 أميركياً بينهم ضباط بارزون، وجرح 44 من القوات الأميركية والأفغانية». وأشار الى أن خطة العملية استغرقت 4 أشهر بعد رصد القاعدة الجوية بدقة. على صعيد آخر، اتهم المدير السابق للاستخبارات الأفغانية رحمة الله نبيل، الحكومة الإيرانية بالتحالف مع «طالبان» ودعمها مالياً وتسليحاً لمواجهة مقاتلي تنظيم «داعش» في البلاد، مشيراً الى تنامي مصالح روسيا في أفغانستان بسبب زيادة العمليات المسلحة فيها، وزيادة الحكومة الأفغانية تعاونها الاستخباري مع الصين خلال السنوات الأخيرة. كما اتهم نبيل السلطات الباكستانية بدعم وتمويل «طالبان» وتسليحها في المناطق الجنوبية، و»شبكة حقاني» في المناطق الشرقية. سياسياً، عزل البرلمان ثلاثة وزراء في حكومة الرئيس أشرف غني، هم: وزير الشؤون الخارجية صلاح الدين رباني، ووزير الأشغال العامة محمود بليغ، ووزيرة الشؤون الاجتماعية نسرين أورياخيل، بسبب «عدم الاستخدام الجيد للأموال المخصصة لوزاراتهم»، علماً أنه يتوقع أن يستدعي البرلمان 17 وزيراً في الحكومة لاستجوابهم، والذي قد يُفضي الى عزل بعضهم، ما سيزيد الخلافات بين غني ورئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله. الى ذلك، طالب زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بسحب القوات الأميركية من البلاد، والسماح بحل الشعب الأفغاني قضاياه بنفسه.