جلال اباد، كابول - ا ف ب، رويترز - فجّر انتحاري شاحنة مفخخة عند مدخل قاعدة عسكرية صغيرة للحلف الأطلسي في ولاية ورداك وسط أفغانستان السبت ما أدى إلى سقوط قتيلين من المدنيين الأفغان وأكثر من مئة جريح بينهم 77 جندياً من التحالف، عشية الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة. وتبنّت هذا الهجوم حركة «طالبان» التي تخوض تمرداً دموياً يزداد كثافة ضد حكومة كابول وحلفائها في الحلف الأطلسي منذ أن طردها تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة من الحكم في أفغانستان أواخر عام 2001. وورد في بيان للقوة الامنية التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) نُشر امس، أن «انتحارياً من طالبان فجر شاحنة كبيرة مليئة بالمتفجرات عند مدخل مركز قتالي متقدم في سيد آباد في ولاية ورداك». وأكد الكومندان ديفيد إيستبرن الناطق باسم الجيش الاميركي قرب جلال اباد كبرى مدن شرق افغانستان، أن التفجير أسفر عن سقوط «89 جريحاً وأحدث حفرة من 20 قدماً (ستة أمتار) في الجدار». وولاية ورداك تتبع القيادة الاقليميةالشرقية للحلف الأطلسي. وأضاف ايستبرن، مستنداً الى «معلومات اولية» ان بين الجرحى 50 جندياً اميركياً و15 افغانياً، لكنه لم يوضح ما اذا كانوا مدنيين او عسكريين، ولم تعرف حتى الساعة صفة الجرحى ال24 الآخرين، ولم يتم الحصول على اي تفاصيل عن طبيعة الاصابات. وأشارت حركة «طالبان» في موقعها على الإنترنت، الى ان الهجوم أدى الى مقتل 50 جندياً اميركياً وتدمير القاعدة الاميركية بالكامل. لكن «طالبان» اعتادت تضخيم حصيلة هجماتها الى حد كبير. وبحسب التحالف، فان سائق الشاحنة فجَّر شحنته في مركز المراقبة الواقع عند مدخل القاعدة. واشارت «ايساف» الى ان «جدران الحماية عند مدخل القاعدة امتصت قوة الانفجار»، موضحة ان مدخل القاعدة تضرر بفعل الانفجار الذي تبعه هجوم. وتم اجلاء الجرحى للمعالجة الى قواعد عسكرية عدة قريبة، بسبب عددهم الكبير، كما قال ايستبرن. وتسيطر «طالبان» على معظم اراضي اقليم سيد اباد الواقع على بعد نحو 70 كلم الى جنوب غرب كابول. وفي منتصف آب (أغسطس) الماضي، أسقطت مروحية اميركية في هذه المنطقة من ولاية ورداك المحاذية للقسم الجنوب الغربي لولاية كابول، وقضى ركابها ال38 بينهم 25 من عناصر القوات الخاصة الأميركية. وكان ذلك الحادث الاكثرَ دموية بالنسبة للتحالف خلال عشر سنوات من النزاع الافغاني. من جهة اخرى، تعرضت قاعدة بغرام الاميركية الاكبر في البلاد، والواقعة على بعد 50 كلم شمال كابول ليل السبت–الاحد، لإطلاق نار من مدافع هاون وأسلحة خفيفة، ما ادى الى مقتل حارسين افغانيين واصابة ثلاثة جنود اميركيين واثنين من الحراس الافغان، وفق السرجنت نيك كونر الناطق باسم الجيش الاميركي. وأكدت طالبان في بيانها السبت ان هجمات 11 ايلول كانت «ذريعة للاستعمار الاميركي» في افغانستان، مذكِّرة بأن الافغان «لم يكن لهم اي دور» في الهجمات على الولاياتالمتحدة.