أجمع عدد من تجار الذهب والمجوهرات على أن الارتفاعات التي شهدتها أسواق الذهب في الفترة الماضية ساهمت في خفض حجم الإقبال على الشراء بنسبة 80 في المئة على رغم مرور مواسم تكثر فيها الرغبة الشرائية للذهب كموسم الصيف والحج والعمرة وهو ما ساهم في تذمر غالبية التجار. وأضافوا خلال حديثهم إلى «الحياة» أن التوقعات المبدئية تشير إلى استمرار تلك الارتفاعات في الفترة المقبلة وليست هناك بوادر تشير إلى تسجيل حالات انخفاض. وأكد عضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة جدة صالح بن محفوظ أن ارتفاع أسعار الذهب انعكس بالأثر السلبي على مبيعات قطاع التجزئة في سوق الذهب، وقال: «انخفض حجم الإقبال على سوق الذهب بنسبة 80 في المئة ولم تسجل جميع المحال ارتفاعات خلال الفترة الماضية، وتراوحت نسبة الإقبال ما بين 10 و 15 في المئة خصوصاً في فترة الصيف الذي تشهد دائماً تسجيل مبيعات بشكل أكبر». مشيراً الى أن استمرار ارتفاعات الذهب دفع الغالبية العظمى من الزبائن إلى الاتجاه إلى الأنواع الأخرى البديلة كالفضة والمجوهرات المطلية بالذهب. وأضاف: «قابل هذا الارتفاع استياء كبير من جميع المستثمرين الذين لم يستطيعوا الوفاء بكامل الالتزامات من رواتب للعاملين وتسديد الإيجارات المستحقة الدفع على الغالبية. لافتاً الى أنه لا يجد أي مبررات لما يحدث من ارتفاعات في أسواق الذهب بالوقت الحالي، إذ إن إنتاجية الذهب لم تسجل أي حال انخفاض وظلت على نفس مستوى الإنتاجية في الفترة التي سبقت الارتفاعات. من جانبه، اعترف تاجر الذهب مروان محمد المعلم بوجود انخفاض في الإقبال على محال الذهب خلال فترة ما بعد حدوث الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب ومشتقاتها. وقلل المعلم من تأثير هذه الارتفاعات خلال الفترة المقبلة حيث إن العمر الافتراضي لمنتجات الذهب طويل ولا يمكن أن يتأثر على المدى الطويل بالارتفاعات الحاصلة في الوقت الحالي، إضافة إلى أن تجارة الذهب قطاع تجاري منذ فترة قديمة فارتفاع الذهب أو انخفاضه أمر طبيعي، إذ ارتفع الذهب في أوائل الثمانينات إلى مثل هذا المستوى، وأحجم كثيرون عن الشراء، وخرج مستثمرون من القطاع، ثم انخفض إلى مستويات كبيرة في أوائل الألفية. لافتاً إلى أن بعض الدول كالصين والهند بدأت في شراء كميات كبيرة من الأسواق العالمية. وكشف المعلم أن ارتفاعات أسعار الذهب لم تكن بسبب زيادة العرض وانخفاض الطلب حيث إن الذهب متوافر بأعداد كبيرة. معتبراً أن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها سوق الأسهم عالمياً ساهمت في هذه الارتفاعات. مؤكداً أن الأقاويل المتداولة بين تجار الذهب تشير إلى استمرار الارتفاعات في الفترة القليلة المقبلة ولن تسجل أي حالات انخفاض. من جهته، أكد رجل الاعمال أحمد العماري انخفاض مبيعات الذهب إلى أكثر من 70 في المئة في سوق الذهب خلال فترة الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها السوق. مشيراً الى أن تجار الذهب توقعوا ارتفاع في حال المبيعات خلال فترة الصيف الذي يشهد كالمعتاد إقبالاً على شراء الذهب إلا أن حجم الإقبال لم يتجاوز 20 في المئة».