يقف «الحد الجنوبي» شامخاً وشاهداً على تضحيات «حماة الوطن» من جنود وأطباء ومهندسين من مختلف القطاعات العسكرية في السعودية، وقفوا بصدورهم في وجه العدوان، الذي أعلن جهرة استهدافه مقدسات المسلمين وحرماتهم في مكةالمكرمة، ناهيك عن حدود الوطن، التي ستبقى عصية على الأشرار، طالما أبناؤها المخلصون يفدونها بأرواحهم. وفي جولة ل«الحياة» على إحدى تلك القطاعات الممثلة بالحرس الوطني، شاهدت إمكانات فائقة، إذ تميز أفراد القوات المرابطة على الحدود الجنوبية، بروح معنوية عالية، لذلك تجدهم وسط ضجيج المدافع «يبتسمون»، وفوق العربات القتالية يلوحون بإشارات «النصر»، فيما يسابقون الثواني لردع «المعتدين». وتنتشر هذه القوات على طول الشريط الحدودي مدعومة بتجهيزات عسكرية نوعية لحماية وتأمين الحدود السعودية، ومنع حدوث اختراقات، فضلاً عن تنفيذ عمليات نوعية لمنع اقتراب مليشيات الحوثي وصالح. ووقفت «الحياة» أمس على نقاط ومراكز حدودية متقدمة تشهد اشتباكات متقطعة مع المليشيات الحوثية، إذ تصدت لها القوات المدعومة ب «المدفعية الذكية، والهاون، والدفاع الجوي، والأسلحة المضادة للدروع، ومدافع الاقتحام، والمجهزة لقتال حرب العصابات، والتدخل السريع، والقتال في البيئات الصعبة». وبرزت خلال الجولة الإمكانات التي يتمتع بها عناصر الوحدات المرابطة ومدى الاحترافية الناتجة عن التدريب وبخاصة في الحروب الجبلية وحرب العصابات. ونجحت هذه القوات خلال الفترة الماضية في تدمير عشرات الأهداف المعادية بالقرب من الحدود السعودية، فيما أحبطت المئات من محاولات التسلل لداخل الحدود السعودية، وفق مواقع انتشارها الحساسة بالشريط الحدودي المقابل للشريط الحدودي اليمني. في حين سجل «مدفع الحرس الوطني»، تميزاً استثنائياً بالوصول إلى أهداف معادية بعمق يصل إلى 50 كيلومتر وبمعدل 10 قذائف في الدقيقة، لما يتمتع به من نظام توجيه باليستي خلال الرماية، مما سمح بتقليص المدة ما بين وصول المدفع إلى نقطة الرماية وإخلائها بعد ضرب الهدف ب9 قذائف في فترة تبلغ 3 دقائق. وتعدّ قوات وزارة الحرس الوطني المشاركة في حماية حدود المملكة الجنوبية، من القوات ذات الكفاءة العالية والقدرات الكبيرة على القتال في مختلف الظروف والتضاريس، لما تملكه من إمكانات على مستوى التدريب الاحترافي لأفرادها وضباطها داخل المملكة وخارجها، وتوفير أحدث الأسلحة التي تمكن هذه القوات من تنفيذ المهمات الموكلة لها بنجاح. تأتي هذه التجهيزات القتالية بتوجيه مباشر من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، الذي يحرص على أن تكون القوات جاهزة وقادرة على تنفيذ توجيهات القيادة في أي وقت لحماية الحدود واستتباب الأمن الداخلي.