ناقش الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسنغافوري توني تان في القاهرة أمس، العلاقات الاقتصادية بين بلديهما «وجهود مكافحة التطرف وتطوير الخطاب الديني». وعقد الرئيسان جلسة محادثات في قصر الاتحادية الرئاسي، أكد خلالها السيسي تطلع مصر إلى «أن تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة ومهمة في سبيل تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، لا سيما أنها تتزامن مع مرور خمسين عاماً على إنشاء العلاقات الدبيلوماسية». وعبر، وفق بيان رئاسي، عن «إعجابه بما لمسه خلال زيارته سنغافورة في آب (أغسطس) العام الماضي، من تقدم في جميع المجالات، بما يجعل سنغافورة نموذجاً متميزاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تسعى إليها مختلف الدول النامية». وشدد على «أهمية العمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات التي ما زالت لا تتناسب مع مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين». وعرض «الجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق التنمية الاقتصادية، بما في ذلك المشاريع القومية التي يتم تنفيذها، وفي مقدمها مشروع التنمية في منطقة قناة السويس، وما توفره تلك المشاريع من فرص اقتصادية واعدة للشركات السنغافورية». وأعرب عن «تطلعنا إلى الاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالات إدارة الموانئ وتشغيلها وتحلية المياه، إضافة إلى التعليم والتدريب الفني والنقل». ونقل البيان الرئاسي عن تان أنه «أشاد بالخطوات التي تتخذها القيادة السياسية المصرية لدعم الاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، خصوصاً في ضوء ما تعرضت له البلاد من تحديات خلال السنوات الماضية. وأكد اتفاقه مع ما طرحه الرئيس السيسي عن أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيراً إلى الإمكانات الكبيرة المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً في قطاعات البنية التحتية في ضوء المشاريع التي يتم تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع التنمية في منطقة قناة السويس». وأعرب رئيس سنغافورة عن «تقدير بلاده لاستقبال مصر مئات الطلاب السنغافوريين للدراسة في الأزهر الشريف»، مشيداً في هذا الإطار «بما يمثله الأزهر من منارة للعلم والحضارة الإسلامية العريقة، خصوصاً أن جميع القيادات الإسلامية في بلاده من خريجي الأزهر الشريف»، وفق البيان المصري. ونوه «بجهود الرئيس السيسي في إطار الدعوة إلى التعايش والتسامح بين الأديان وترسيخ قيم المواطنة، وما تتميز به كل من مصر وسنغافورة من تعددية وتنوع وحرصهما على مكافحة التطرف». وأكد السيسي في هذا السياق «أهمية تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، واستعداد مصر لزيادة أعداد الطلاب السنغافوريين الذين يدرسون في الأزهر الشريف بهدف نشر الفهم الصحيح للإسلام ومواجهة الأفكار المتطرفة»، مشيداً ب «تجربة سنغافورة المتميزة في التعايش والتجانس في إطار مجتمع مُتعدد الأعراق والأديان». وأشار إلى «الأهمية التي يحظى بها ملف مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم بأسره، وضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال». وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن «المحادثات تطرقت إلى سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، واتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات وتبادل الزيارات بهدف تعزيز التعاون في القطاعات المختلفة، واتفقا على مواصلة التنسيق المستمر في إطار المنظمات والمحافل الدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك».