تعقد في سنغافورة اليوم القمة الأولى التي تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السنغافوري توني تان، وتركز على الملف الاقتصادي وجذب الاستثمارات، خصوصاً في مشروع تنمية الممر الملاحي لقناة السويس. ومن المقرر ان يلتقي السيسي على هامش الزيارة التي بدأها أمس، رئيس الوزراء لي هزين لونج، وعدداً من مسؤولي كبار الشركات في سنغافورا، قبل أن يغادرها متوجهاً إلى بكين حيث يعقد لقاء قمة مع نظيره الصيني شي جين بينج من المقرر أن ينتهي بالتوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم، ليعقبه لقاء رئيس وزراء الصين لي كيكيانج. كما يشارك في مراسم احتفالات البلاد بالذكرى السبعين للحرب العالمية الثانية التي ستُقام في ميدان السلام السماوي في بكين. وكان السيسي بدأ زيارته لسنغافورا ضمن جولة شرق آسيوية يختتمها الخميس المقبل، بزيارة مركز الوئام الديني، حيث كان في استقباله مفتي سنغافورة، ورئيس مركز الوئام الديني، وممثلو الطوائف الدينية. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن السيسي قام بجولة تفقدية داخل المركز، واستمع من مسؤولين إلى شرح مفصل عن أهدافه التي تتضمن التعريف بالمبادئ السمحة للدين الإسلامي، وتعزيز الحوار بين مختلف الأديان والمعتقدات. وكان مقرراً ان يقوم السيسي بزيارة لإحدى محطات تحلية المياه التابعة لشركة «هاي فلاكس» الرائدة في مجال تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي على مستوى العالم، والتي تقوم بإمداد سنغافورة بنحو 40 في المئة من احتياجاتها من المياه اعتماداً على محطات التحلية والمعالجة ذات التكنولوجيا الفائقة. وبدا من الوفد الرسمي المصاحب للسيسي أن ملف الاستثمار على جانبي الممر الملاحي لقناة السويس، يتصدر أجندة زيارة السيسي، إذ ضم الوفد الرسمي رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش، ووزراء الخارجية سامح شكري، والاستثمار أشرف سلمان، والري حسام المغازي. وأوضح بيان رئاسي مصري أن السيسي عقد جلسة محادثات مع الرئيس التنفيذي لشركة «هاي فلاكس» بحث خلالها قيام الشركة بإنشاء محطات لتحلية المياه في مصر، اذ ستشهد المرحلة المقبلة تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى، خصوصاً في مشروع التنمية في منطقة قناة السويس. وأضاف البيان انه تم الاتفاق على قيام الشركة بتقديم العروض المتكاملة فور الانتهاء من إعداد الدراسات البيئية، قبل أن يشهد التوقيع على مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس والشركة التي تقوم بموجبه بإعداد الدراسات الفنية والمالية والاقتصادية لإنشاء محطة متكاملة لإنتاج المياه والكهرباء في منطقة العين السخنة. وكانت الرئاسة المصرية مهدت لجولة السيسي ببيان اعتبر أنها «تعكس سياسة مصر الخارجية التي تقوم على الانفتاح والتعاون مع دول العالم كافة، والاستفادة من التجارب الناجحة للدول البازغة اقتصادياً في جنوب شرقي آسيا، للاستفادة منها في تحقيق التنمية الشاملة بمصر». وأوضح أن لقاء السيسي بالرئيس السنغافوري ورئيس وزرائه «تأتي في إطار اهتمام مصر بتنشيط علاقاتها مع سنغافورة التي تمتلك خبرة واسعة في عدد من المجالات التي تهتم مصر بتطويرها، ومن بينها إدارة وتطوير الموانئ، وتحسين جودة التعليم العام والفني، وإدارة الموارد المائية وتحلية المياه». وأضاف البيان أن السيسي سيختتم جولته الآسيوية بزيارة لإندونيسيا تُعد الأولى لرئيس مصري منذ عام 1983 حيث يعقد لقاءً ثنائياً مع الرئيس جوكو ويدودو، يليه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين. ومن المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من مجالات التعاون الثنائي، قبل أن يزور مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادي لدول جنوب شرقي آسيا «الآسيان» حيث يلتقي الأمين العام للتجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان على الصعيد الاقتصادي.