ارتفعت أسعار النفط فوق 50 دولاراً للبرميل أمس مع استمرار انخفاض مخزونات الخام الأميركية في شكل بدد أثر شكوك المستثمرين في قدرة المنتجين داخل «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) وخارجها على تطبيق خفض الإنتاج. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر ان وزراء للطاقة في دول الخليج أبلغوا نظيرهم الروسي هذا الأسبوع ان دول الخليج الأعضاء في «أوبك» يرغبون في خفض الإنتاج بنسبة أربعة في المئة من مستويات الذروة. وقالت المصادر إن العرض قدم خلال اجتماع مغلق في الرياض حيث التقى الوزراء الأحد. لكن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أبلغ مسؤولين ان موسكو لن تخفض إنتاجها وستكتفي بتثبيته عند المستويات الحالية. ومن المرجح طرح عرض الأربعة في المئة هذا خلال اجتماع ل «أوبك» على مستوى الخبراء مع مسؤولين من دول أخرى منتجة للخام مثل روسيا يومي 28 و29 تشرين الأول (أكتوبر) في فيينا لتحديد تفاصيل اتفاق تقييد الإنتاج الذي توصلت إليه المنظمة الشهر الماضي في الجزائر. وهذا الأسبوع، شدد العراق ثاني أكبر منتج للخام في المنظمة على أنه لن يخفض الإنتاج ودعا إلى إعفائه من أي خفض نظراً إلى حاجته للأموال لمحاربة تنظيم «داعش». وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أمس أن بلاده تعتقد أن هناك «تفهماً نسبياً» لموقفها داخل «أوبك»، لكن مصادر «رويترز» توقعت أن يقابل موقف بغداد بمعارضة داخل المنظمة. وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 22 سنتاً إلى 50.20 دولار للبرميل بعدما انخفض في الأيام الثلاثة الماضية. وارتفع سعر الخام الأميركي 10 سنتات إلى 49.28 دولار للبرميل. وتراقب السوق تصاعد الاحتجاجات في فنزويلا على حكم الرئيس نيكولاس مادورو لكن لم تظهر أي مؤشرات على تأثر إنتاج النفط في البلد العضو في «أوبك». وتراجع الإنتاج الفنزويلي هذا العام مع انخفاض الأسعار في شكل أضر بالاستثمار. مصفاة ب 21 بليون دولار ل«أرامكو» و «بتروناس» نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس نقلاً عن مصادر أن «أرامكو السعودية» و «بتروناس» الماليزية تدرسان بناء مصفاة للنفط والبتروكيماويات بقيمة 21 بليون دولار. ويتوقع أن تعرض «بتروناس» على «أرامكو السعودية» في كانون الأول (ديسمبر) حصة نسبتها 50 في المئة من المشروع. وذكرت المصادر أن المشروع المشترك سيُبنى جنوبماليزيا بقرض مباشر قبل إصدار سندات أكبر في وقت لاحق لتمويله. وستضمن الشركتان القرض في شكل فردي. وبمجرد الانتهاء من المشروع، سيصدر الشريكان السندات. وتتوقع «بتروناس» أن يجذب المشروع شركاء تكنولوجيا استراتيجيين مع الاستمرار في تقويم خيارات الشراكة والتمويل. وتخطط «بتروناس» لفرض منافسة قوية في قطاع البتروكيماويات والتكرير لتلبية الطلب المرتفع في ماليزيا وتنويع قاعدة المنتجات التنافسية ذات القيمة العالمية والتوسع في معامل الغاز الطبيعي المسال لتمنحها قوة استثمارية في ظل وفرة إمدادات الغاز لدعم مشاريع البتروكيماويات الجديدة التي من شأنها جذب استثمارات كبرى من الشركات العالمية.