بناء مركز إسلامي قرب موقع إرهاب 11/9/2001 أزال آخر قناع عن وجه اليمين الأميركي، ونحن نقول في لبنان «مش رمّانة، قلوب ملانة» والمتطرفون الأميركيون ولغوا في بئر أحقادهم، وهم يهاجمون مركزاً اجتماعياً لا يشكل أكثر من نموذج إسلامي عن جمعية الشبان المسيحيين (YMCA). كان هناك أكثر من ألف مدافع عن بناء المركز، وكان بين المدافعين يهود كثيرون بمن فيهم حاخامات، غير إنني أريد أن أكتب زاوية مستقلة عن طلاب السلام والتعايش بين الشعوب والأديان، أما اليوم فأكتفي بنماذج من عصابة الشر الأميركية التي تعمل لإسرائيل بأرواح الأميركيين وأموالهم ومستقبلهم. - النائبان الجمهوريان بيتر كنغ من نيويورك وإيلينا روس - ليتينن من فلوريدا يعارضان بناء المركز، بل يعارضان أن ترسل وزارة الخارجية الأميركية الإمام فيصل عبدالرؤوف الى الخليج في مهمة توفيقية فهو «اختيار مريع» بسبب تصريحات سابقة له. وأرجح أنهما يشيران الى قول الإمام إن القوات الأميركية قتلت مئات ألوف المسلمين مقابل ما قتلت القاعدة. طبعاً كلامه صحيح، وأنا أعرفه جيداً فهو صوفي معتدل جداً، أما النائب والنائبة فهما عدوان للإسلام والمسلمين في كل مواقفهما، وأعتبرهما ممثلين لإسرائيل في الكونغرس. - نائب محافظ ولاية تنيسي رون رامزي يزعم أن المسلمين سيغزون أميركا، وهم لا يعرفون أن يدافعوا عن بلادهم. وهو محتار إزاء الإسلام، «فهل هو دين أو قومية أو نمط حياة أو بدعة». والكلمة الأخيرة ترجمتي الضعيفة للكلمة الإنكليزية cult وتعني أتباع رجل يؤسس مذهباً باسمه ولنفسه، وهي تستعمل عادة لوصف طوائف صغيرة منشقة لا لدين يؤمن به ربع أهل الأرض. - الحاكم السابق والمرشح الدائم للرئاسة الأميركية هوارد دين طلب نقل المركز المقترح بعيداً من موقع الإرهاب لأن هذا المركز «إهانة لأسر ضحايا الإرهاب»، ما يعني أنه يتهم المسلمين جميعاً بإرهاب 11/9/2001 لا القاعدة التي رعتها الولاياتالمتحدة يوماً في أفغانستان أثناء الاحتلال السوفياتي. - أحقر من كل من سبق حتى إنني أعتبره همجياً بربرياً من نوع أنبياء توراته مارتي بيريتز، ناشر «نيوريببلك» الليكودية، وعدو العرب والمسلمين، خصوصاً إذا كانوا فلسطينيين، كما يكره الإسرائيليين الذين يتفاوضون معهم. وهو تكلم بلسان عنصري، بل نازي، أخيراً وقال إن المسلمين لا يستحقون أن يشملوا بالتعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية الكلام، فهم يقتلون بعضهم بعضاً وإذا شملتهم حماية التعديل الأول فسيسيئون استخدامها. هذا الرجل يجب أن يحاكم كنازي. وضاق المجال، فأشير بسرعة الى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي قالت ذات يوم ثلثاء إن المعارضة تريد تحويل بناء المركز الى «قضية سياسية»، وعادت الأربعاء لتقول إنها تؤيد فحص خلفيات أنصار بناء المركز، ما يذكرنا بقول الرئيس أوباما على إفطار ذات سبت في البيت الأبيض إن من حق المسلمين الأميركيين أن يبنوا مركزاً دينياً حيث يريدون، وعودته الأحد ليقول إنه لم يكن يعلّق على بناء مركز إسلامي في مانهاتن السفلى. الحملة الإعلامية التي يشنها معارضو بناء المركز الإسلامي أقنعت 70 في المئة من الأميركيين بمعارضة موقعه المختار، وزادت عدد الذين يعتقدون بأن باراك أوباما مسلم. والحملة تراوح بين الكلام العنصري الفاضح، والمعلومات الكاذبة، وهم لم يعترضوا على حرق القرآن، ليعيدوا ذكرى حرق الكتب أيام هتلر. أحد المواقع الليكودية النازية الفكر قال إنه لا يكفي معارضة البناء قرب موقع الإرهاب، فهذا يعني التنازل عن 99 في المئة من الحجج لمنع الأسلمة الزاحفة. والموقع نفسه اختار الترويج على خلفية الحملة وإذكاء المشاعر ضد المسلمين لكتاب من تأليف ديفيد بروغ الذي كان مدير مكتب السيناتور الإسرائيلي الميول أرلن سبكتر كما أنه محامٍ إسرائيلي. والكل من هؤلاء إسرائيلي فاشيستي في رأيي، وفي عنوان كتاب بروغ عبارة «الإرث اليهودي المسيحي»، وهي عبارة كاذبة بدأت في الستينات وانتشرت في السبعينات. والولاياتالمتحدة قامت على الإرث المسيحي، وبعض الآباء المؤسسين قال في اليهود ما لا نقوله نحن، وما لا بد أن بروغ وأمثاله يعرفونه. للمتطرفين الآن مواقع الكترونية تهاجم الشريعة مثل «الشريعة الزاحفة» و «أوقفوا الشريعة» ولا أريد نقل ما يكتبون، وأجده إدانة للعنصريين المتطرفين الفاشيست لا الشريعة الإسلامية. [email protected]