أدى تزامن مواعيد أفراح الزواج مع أيام عيد الفطر المبارك الثلاثة الأولى وتأخر إنجاز بلدية المويه مشروع المسالخ النموذجية، إلى أزمة في المسالخ والمطابخ في مناطق شمال الطائف، بسبب عزوف عدد كبير من العاملين فيها عن استقبال المزيد من ذبائح العيد لما تعانيه من ضغط كبير وزحام. وتعمدت الكثير من الأسر جعل مناسبة زفاف أبنائها متزامنة مع أيام الأعياد، خصوصاً عيد الفطر المبارك كي تجعل من الفرحة فرحتين (فرحة يوم عيد الفطر وفرحة زفاف الأبناء). وكان لتأخير البلدية في تنفيذ مشاريع المسالخ النموذجية في المراكز الواقعة شمال الطائف كالمويه وظلم وأم الدوم وقرى حفر كشب التي بدأت بالفعل في تنفيذها قبل أشهر عدة (ما زالت حتى الآن في طور البناء والتشييد) الأثر الكبير على محال المسالخ والمطابخ المنتشرة بتلك المراكز الذي بدوره جعل العاملين بها يعزفون عن استقبال المزيد من ذبائح العيد معللين لذلك بحال الزحام الشديد في أول وثاني أيام العيد وارتباط الكثير من العاملين بتلك المسالخ بمواعيد الزيجات التي تشهدها المنطقة بكثرة، إذ إن غالبية العاملين في محال المسالخ يتم التعاقد معهم في مناسبات الزفاف للعمل كطباخين، وفي غياب الرقابة العامة من جهات الاختصاص استغل بعض العاملين في تلك المسالخ (غالبيتهم من جنسيات آسيوية) تلك الأزمة في رفع أسعار ذبح وطبخ ذبائح العيد، نظراً إلى الإرهاق الشديد (بحسب زعمهم) نتيجة كثرة الطلب الذي تسبب في عملية الزحام الذي يواجهونه أيام الأعياد ما عزا بالمواطنين والمقيمين للرضوخ إلى الأمر الواقع في سبيل إتمام مذبوحات العيد بأي ثمن كان، خصوصاً أن طقوس الأعياد في تلك المناطق ومظاهره تختلف بشكل كبير عن باقي مدن المملكة من حيث التواصل الاجتماعي الكبير بين أفراد المجتمع قاطبة ولجوء الكثير من المواطنين إلى نصب مخيمات كبيرة تلفت الأنظار على الطرقات للاحتفاء بالعيد والتجمع بتلك المخيمات ابتهاجاً به، وكسر قاعدة استقبال المهنئين والمعايدين في المنازل واللجوء لتلك المخيمات أو ما يطلق عليه الأهالي «الصيوان» للتعبير عن مشاعرهم وابتهاجهم. ولتدارك أزمة المسالخ في تلك المناطق خلال الأعوام المقبلة، طالب الكثير من الأهالي البلدية بالإسراع بتنفيذ المسالخ النموذجية، وقال سالم العتيبي ل «الحياة»: «إن أزمة ذبائح العيد لن تحل إلا بتنفيذ مشروع المسالخ النموذجية حيث يستغل العاملون في هذه المحال هذه الفترة من كل عام في نزف الجيوب، إذ نضطر في أحيان كثيرة إلى الذبح بأنفسنا بسبب عزوف المسالخ عن استقبال الأعداد الهائلة أيام الأعياد لكثرة الزحام وتزامن ذلك مع مناسبات الأعراس. ويشاطر العتيبي الرأي خالد الغامدي، ويضيف: «ذهبت ثاني أيام عيد الفطر لأكثر من مسلخ جميعها رفضت استقبال طلبي بحجة الإرهاق وكثرة الطلب من المواطنين بالذبح ما جعلني انتظر ساعات عدة حتى تمكنت في النهاية من إقناع أحد العاملين بالمسلخ بعملية الذبح». وعلى النسق ذاته، أوضح المواطن من مركز المويه نواف العتيبي أنه في كل عام يتدارك أزمة ذبائح العيد بالذهاب إلى المسالخ قبل العيد بليلة والحجز لدى عامل المسلخ قبل الزحام كي لا يضطر إلى دفع أكثر من المعقول لدى بعض المسالخ التي تستغل كثرة الإقبال من الناس على الشيء برفع أسعار ذبح وسلخ الذبائح، مطالباً البلدية في المويه بالإسراع في إنجاز مشروع المسالخ النموذجية لتفادي هذه المعضلة في المويه والقرى التابعة لها. يذكر أن بلدية المويه بدأت في تنفيذ مشاريع عدة نموذجية في المويه وظلم وأم الدوم وحفر كشب ومن ضمن تلك المشاريع مشروع المسالخ النموذجية الذي لم ير النور بعد.