واصلت قوات الأمن العراقية أمس، مطاردة عناصر تنظيم «داعش» في كركوك، بعد أن أعلنت استعادة السيطرة على مركز المدينة في أعقاب الهجوم الذي شنّه العشرات من مسلحي تنظيم «داعش» أول من أمس. وأشارت القوات الأمنية إلى مقتل وإصابة 179 شخصاً، غالبيتهم من عناصر الأمن خلال الاشتباكات، فيما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، تعليقاً على الهجوم، إن «التعاون المشترك بين الجيش والبيشمركة في معركة الموصل «أثار غضب البعض واستياءه». وغداة صدمة الهجوم على كركوك التي يسيطر عليها الأكراد، لا يزال قناصة وانتحاريون يتحصنون في مواقع مختلفة، ما دفع بغداد إلى إرسال تعزيزات عسكرية. وتمكّنت قوات مكافحة الإرهاب ووحدة الاستخبارات من قتل 48 مسلحاً، وفق ما أفاد قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف. وقال قائد شرطة الأقضية والنواحي في كركوك، العميد سرحد قادر، ل «الحياة» إن «الأوضاع الأمنية في كركوك مستقرة تماماً، وما زالت القوات الأمنية تنتشر في شكل مكثف في المدينة وأقضيتها بعد وصول تعزيزات من السليمانية لفرض الأمن في المحافظة». ونفى العميد عارف هروب أي مسلح من الذين شاركوا في تلك الهجمات»، ولفت الى أن حظر التجوال سيُرفع عن المدينة قريباً. وأشار الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، الى أن «الأمن في كركوك مستتب وقوات الشرطة تفرض سيطرتها في المدينة»، ونفى مشاركة مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في ضبط الأمن، مضيفاً أن «القوات الأمنية تمكّنت من قتل جميع عناصر داعش الذين تحصنوا داخل مباني وسط كركوك». وأعلن نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول، أن القوات الأمنية والبيشمركة حررت 90 في المئة من الأهداف التي سيطر عليها داعش في كركوك»، وأضاف في مؤتمر صحافي أمس، أن «قوات البيشمركة أفشلت خطة داعش بعد أن استقدم نحو 120 مسلحاً». وقرر رئيس الوزراء حيدر العبادي، ارسال قوات إضافية إلى كركوك، وقال في مؤتمر»المجلس الأعلى للصحوة الإسلامية» الذي عقد أمس، إن «التعاون العسكري بين القوات العراقيّة وقوات البيشمركة أثار غضب البعض واستياءه». وتابع أن «كركوك تحت السيطرة، وأرسلنا قوات أمنية لتعزيز أمنها وردع داعش»، لكنه حذّر من «قيام داعش بتنفيذ تفجيرات إرهابية في البلاد من أجل تفريق العراقيين والتغطية على هزيمته الحتمية في الموصل». واتهم بعض الدول بأنه «يقاتل من أجل مصالحه في العراق، ولم يقدم أي مساعدة لنا في حربنا ضد داعش». وشدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، على «بقاء كركوك محمية وأن لا تقع في يد الأعداء مهما كان الثمن». وأضاف في رسالة وجهها إلى سكان المحافظة، أن «الاعتداء محاولة فاشلة من الإرهابيين للتغطية على هزائمهم أمام البيشمركة في ساحات القتال». وسيطر العشرات من عناصر «داعش»، بينهم انتحاريون، أول من أمس، على ستة أحياء ومقرات حزبية وأمنية وسط كركوك، واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والبيشمركة من جهة، ومسلحي «داعش» من جهة أخرى، استمرت حتى صباح أمس. وحمّل عضو مجلس المحافظة عن المكون العربي الشيخ رهان العاصي، الحكومة الاتحادية مسؤولية الأحداث التي شهدتها كركوك، وقال ل «الحياة» إن «الحكومة ترتكب خطأ كبيراً بإطلاق معركة الموصل قبل أن تحرر قضاء الحويجة والنواحي التي يسيطر عليها داعش جنوبكركوكوجنوب غربها». وأضاف أن «تجاهل الحكومة دعواتنا الى تحرير الحويجة انعكس على الوضع الأمني في كركوك، بدليل الهجمات التي شنّها داعش الجمعة واستمرت حتى السبت». ورجّح حصول مزيد من الهجمات المفاجئة على كركوك». ولفت العاصي إلى أن «داعش أراد رفع معنويات مسلّحيه في الموصل بالهجوم على المدينة». وجدد دعوته «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، إلى إعلان معركة تحرير الحويجة بعد أن وعد في وقت سابق بإطلاق العمليات العسكرية بالتزامن مع معركة الموصل».