أعاد تنظيم «داعش» في الفلوجة إغلاق سد النعيمية جنوبالمدينة للمرة الثانية، ما أدى إلى إغراق ثلاث قرى بالكامل وهجرة سكانها، فيما تم نسف جسر حيوي يربط المدينةببغداد، وتصاعدت الاشتباكات بين الجيش والتنظيم على أكثر من محور في الرمادي. وأكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي ل «الحياة» أمس، أن «المسلحين عادوا وأغلقوا سد النعيمية جنوبالمدينة مساء امس للمرة الثانية، ما أدى إلى تعرض أجزاء واسعة من المدينة إلى الغرق، خصوصاً أحياء الشهداء والنزال والأزركية، وأغلبها مناطق مأهولة بالسكان». وأضاف أن «الوساطات التي أجراها مجلس المحافظة مع شيوخ عشائر ووجهاء الفلوجة قبل أيام لإقناع المسلحين بإعادة فتح السد نجحت، لكن سرعان ما انهار الاتفاق أمس لأسباب لا نعرفها حتى الآن»، ورجح أن «يكون المسلحون من تنظيم داعش حصراً يرفضون الحلول السلمية». وأشار إلى أن «اتصالات تلقاها مجلس المحافظة يفيد بنزوح المئات من العائلات خلال ساعات قليلة بعد إغلاق السد بسبب الفيضانات التي حدثت»، وأشار إلى أن «استخدام المسلحين سلاح الماء يشكل تطوراً في عملهم وينبغي بكل الطرق». وأشار العيساوي إلى أن «اشتباكات عنيفة جرت في الأحياء الجنوبية من مدينة الرمادي، وقوات الجيش والشرطة تحقق نتائج إيجابية وتمت استعادة مراكز ونقاط تفتيش كانت تحت سيطرة المسلحين خلال الأيام الماضية». وفي الفلوجة، قال مصدر من داخل المدينة ل «الحياة»، إن اشتباكات عنيفة جرت بين المسلحين وقوات الجيش في مناطق السجر والنعيمية قرب الجامعة ويستخدم فيها الطرفان شتى أنواع الأسلحة. وأضاف أن القصف الجوي والمدفعي تواصل على المدينة أمس وسقط عشوائياً من دون هدف محدد، وأشار إلى أن مواقع المسلحين معروفة في المدينة في الأحياء الجنوبية لكن القصف يطاول الوسط. وكشف المصدر عن أنه تم نسف جسر الخط الدولي المعروف باسم «سيطرة الموظفين» في وقت تضاربت الأنباء عن المسبب وطريقة النسف، وأشار إلى أن المسلحين في المدينة يقولون إن مروحية عسكرية قصفته، فيما يقول آخرون إن سيارة مفخخة كانت السبب في الانفجار. ولفت المصدر إلى أن هذا الجسر طريق استراتيجي مهم لأنه الفاصل بين المسلحين والجيش من الجهة الشرقية والطريق القديم إلى بغداد وأبو غريب. وأشار المصدر إلى أن مناطق السد والشهداء والنزال تشهد مأساة إنسانية بعد أن اجتاحتها المياه من جهة مقلع الزميج من خلال بوابة الماء التي يستخدمها المقلع في غسل الرمال النهرية، فيما هجر سكان قرى النعيمية وزوبع منازلهم بعد أن تم إغراق مناطقهم بالكامل. إلى ذلك قال مصدر عشائري في ناحية الكرمة شمال الفلوجة ل «الحياة»، إن المياه اجتاحت ناحية الصقلاوية بالقرب من قرى البوعكاش والأزركية، ما تسبب بهجرة كبيرة لأهالي تلك المناطق.