تسبب إغلاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سد النعيمية على نهر الفرات جنوب الفلوجة، بانخفاض منسوب المياه في بابل وكربلاء، فيما شهدت محافظة الانبار موجة نزوح كبيرة بسبب الفيضانات. وقال مصدر في الفلوجة ل «الحياة» ان مروحيات تابعة للجيش حاولت توجيه ضربات الى سد النعيمية الذي يسيطر عليه المسلحون منذ اسابيع، بعد اقدامهم على اغلاقه منذ اول من امس. واشار الى ان المروحيات «جوبهت بنيران كثيفة من المسلحين المتمركزين على بعد نصف كيلومتر من السد الذي تعرض لاضرار امس اما بسبب قصف مروحبات الجيش او عبوات ناسفة مزروعة على ابوابه». وقال احمد السجري، احد شيوخ العشائر في ابو غريب، ل «الحياة» ان «المئات من سكان قرى زوبع والنعيمية والزيدان وخان ضاري الرابضة بين الفلوجة وبغداد نزحوا بعد غرق هذه القرى بسبب اغلاق سد النعيمية». واضاف ان «مئات المواشي نفقت في هذه المناطق اضافة الى تلف الاف الدونومات من الاراضي الزراعية بسبب الفياضانات»، واشار الى ان تحذيرات طبية وصلت الى هذه المناطق من انتشار الامراض بسبب نفوق المواشي. وزاد ان «مناطق الصقلاوية والازركية والبو علوان والحبانية وجنوب الفلوجة وصلتها المياه فجر امس ويتوقع ان تشهد هي الاخرى موجات نزوح». وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن في بيان مساء اول من امس أن عناصر «داعش» الموجودين في الفلوجة يسعون إلى قطع المياه عن الوسط والجنوب، وهدد باستخدام القوى القصوى ضدهم. واضاف إن «عصابات داعش ومن يقف معها من البعثيين وأيتام النظام المقبور في الفلوجة قطعوا المياه عن مناطق الوسط والجنوب»، معتبراً عملهم «خطيراً ينم عن مدى إجرامهم، وخلوهم ومن يقفون خلفهم، من أي معنى من معاني الشرف والرجولة». واشار البيان الى أن «هذا العمل جعل حياة الناس مهددة بالخطر وليس مزارعهم وممتلكاتهم فحسب»، وشدد على أنه «أصبح لزاما علينا استخدام أقصى درجات القوة من اجل إنقاذ حياة الناس والأراضي الزراعية، وعدم السماح لهؤلاء القتلة باتخاذ مدينة الفلوجة قاعدة لإجرامهم واللعب بأرواح الناس وممتلكاتهم». وزاد: «ندعو المواطنين جميعا سيما في محافظة الأنبار وخارجها لتحمل مسؤولياتهم الشرعية والوطنية في الوقوف إلى جانب قواتهم المسلحة بضرب هؤلاء المجرمين الذين لا يملكون أي رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني، ولا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة» إلى ذلك، قتلت القوات العراقية 19 عنصراً من «داعش» في عمليات متفرقة جنوب وغرب بغداد، بينهم ثلاثة يحملون الجنسية الافغانية، على ما افاد مسؤول امني رفيع المستوى. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان «قواتنا تمكنت من قتل خمسة ارهابيين من تنظيم داعش المجرم، ثلاثة منهم افغان في منطقتي الحوز والملعب شمال الرمادي»، كبرى مدن محافظة الانبار التي تشهد معارك منذ اشهر. وفي عملية اخرى، تمكنت القوة ذاتها من قتل اربعة عناصر من التنظيم، بينهم قناص في منطقتي الجغيفي والصقلاوية القريبة من الفلوجة (60 كلم غرب بغداد). وما زالت الفلوجة خارج سيطرة القوات العراقية منذ نحو ثلاثة اشهر بعد ان سيطر عليها مسلحو التنظيم. وتنفذ القوات العراقية بمساندة قوات «الصحوة» وابناء العشائر عمليات متلاحقة منذ نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي، لمطاردة المسلحين. وفي جنوببغداد، تمكن الجيش من قتل ثمانية من عناصر «داعش» بينهم قيادي، في ثلاث عمليات في اللطيفية والسيافية والمناري وكلها جنوببغداد. وتقع هذه المناطق في ما كان «مثلث الموت» ابان موجة العنف الطائفي خلال الاعوام الماضية.