تموج الأسواق التجارية المتخصصة في بيع الملابس ومحال العطور والمستلزمات الرجالية والنسائية في منطقة جازان بحركة إقبال واسعة خلال العشر الأواخر، وفيما يستعد معظم المتسوقين لعيد الفطر أخيراً، كان بعضهم بدأ رحلته باكراً إبان انطلاقة التخفيضات التجارية قبيل رمضان على رغم الاقتناع بأن الموديلات الجديدة لا تتوافر إلا في نهاية الشهر الفضيل، إلا أنهم فضلوا عدم الدخول في معمعة وزحام التسوّق وارتفاع الأسعار. وقال محمد قاسم: «فترة التخفيضات التي تم الإعلان عنها أخيراً كانت فترة جيدة للمواطنين، خصوصاً أنها تزامنت مع الاستعداد لعيد الفطر المبارك، وأن أكثر الأسواق التجارية انخفضت أسعار بضائعها إلى أكثر من النصف، فيما الحقيقة أن معظم التجار يزيدون في سلعتهم لكسبهم في موسم جني الأرباح»، مشيراً إلى أن غالبية المواطنين تشتري في أيام التخفيضات لتقلل نسبة تكاليف العيد بعد أن أرهقت موازناتهم في شهر رمضان. وذكرت المواطنة فاطمة خليل أن بعض أسواق مدينة جازان تبالغ في الأسعار، وأن الدخل الذي تتلقاه من الضمان الاجتماعي لا يكفي لشراء بعض الملابس وحاجات الأطفال، وإعاشة العشر الأواخر التي يكثر فيها شراء مقاضي رمضان والعيد. وفيما أشار خالد المأربي إلى أن بعض المتسوقين اشتروا بعض ملابس العيد قبيل رمضان بسبب كثرة التخفيضات وللبعد عن الزحام، بينما الموديلات الجديدة من الملابس لا تأتي إلا في العشر الأواخر من رمضان، لفت أحد التاجر إلى أن هناك حيلة تستخدمها غالبية المحال التجارية بعمل تخفيضات على الورق فقط لاستغلال الموسم وجلب الزبائن، وفي الحقيقة أنها أكثر من السعر في الأيام العادية. من جهة أخرى، تظهر في مثل هذه الأيام الألعاب النارية التي يتم بيعها خفية، فيقبل الأطفال على شرائها استعداداً لاستقبال العيد، من دون كثير اهتمام من أولياء الأمور بما تتركه من عواقب ومخاطر محتملة، إذ تكثر إصابات العيون والحروق بتبادل الألعاب النارية الخطرة، بحسب ما ترصده مستشفيات المنطقة. وفيما قال أحد بائعي الألعاب النارية: «يتم تزويدنا بالألعاب النارية من خارج المملكة، إذ تدخل إلى المنطقة عن طريق التهريب، ويتم بيعها للأطفال بشكل سري، للبعد عن ملاحقة الدفاع المدني الذي يشنّ علينا حملات مفاجئة لمصادرة الألعاب النارية ومنعنا من الاسترزاق في هذه الأيام المباركة التي يكثر فيها الزبائن»، حذّر الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني النقيب يحيى القحطاني جميع المواطنين والمقيمين من شراء أو استعمال الألعاب النارية. وأضاف أن هناك برنامجاً خاصاً لتسيير دوريات السلامة في شهر رمضان المبارك في كل إدارات ومراكز الدفاع المدني بالمنطقة لمتابعة الأسواق والمحال التجارية ومصادرة الألعاب النارية، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجان لمتابعة البسطات وبائعي الألعاب النارية، ومن ثم إتلافها بعد تحرير محضر بالكمية المضبوطة من الجهات المعنية مع عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكانت المديرية حذّرت في بيان تحذيري أول من أمس من خطورة الألعاب النارية، وناشدت أولياء الأمور بضرورة تقديم النصح وتوعية أبنائهم بعدم استخدامها حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم، لما تسببه هذه الألعاب لمستخدميها من خطورة بالغة قد تصل إلى إحداث إعاقات دائمة.