تعج المدينةالمنورة في مثل هذه الأيام من كل عام بالزائرين الذين يتهافتون صوبها من كل حدب وصوب، ويشهد مطارها الدولي حالياً تدفق مئات الآلاف في الوقت الذي يتوافد عليها عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين من داخل السعودية مع بداية الإجازة الصيفية وكذلك من دول مجلس التعاون، ما يخلق رواجاً كبيراً وانتعاشاً لسوق العمل الذي يستوعب مجموعة كبيرة من العاملين. وتعتمد معظم الفنادق في المدينةالمنورة على نظام التأجير الكامل في العشر الأواخر نظراً إلى الإقبال المتزايد عليها، بل من الصعب أن تجد فندقاً يؤجر بنظام يومي. وتبقى الأسعار ثابتة ما بين ال 200 ريال و300 ريال للغرفة المزدوجة بينما يصل سعر الغرفة ذات الثلاث أسرة ما بين ال 150 و230 ريالاً فقط، وكلما بعد الفندق عن المسجد النبوي كلما قل سعر إيجار حجراته. يختلف الوضع كلياً بالنسبة لفنادق الخمس نجوم، إذ تصل أسعارها إلى 30 ألف ريال للغرفة المزدوجة و40 ألف ريال للغرفة ثلاثية الأسرة في الفترة من 20 رمضان وحتى غرة شوال. وفي الشقق المفروشة، تتراوح الأسعار بين ألف و3 آلاف ريال طوال موسم رمضان، بينما تخفض هذه الأسعار إلى النصف في بقية فترات العام. وتأتي المدينةالمنورة التي تحتضن المسجد النبوي الشريف ضمن أعلى المدن ارتفاعاً في أسعار الإسكان في المواسم، إذ تبدأ أسعار الفنادق فيها من 1300 ريال في الإسكان المتوسط مروراً ب 16 ألف ريال في الفاخر ووصولاً إلى 100 ألف ريال في الجناح الملكي. ولا يقتصر الإقبال على الفنادق الفخمة على الشرائح المخملية من الزوار فقط، بل يطاول معظم أهالي «طيبة الطيبة» الذين يرغبون في التقرب إلى الله في أيام رمضان الفضيلة فيقيمون في فنادق المنطقة المركزية العشرة الثانية أو الأخيرة التي غالباً ما يفضلون قضاءها عند الحرم المكي (الذي تتضاعف أسعار الفنادق فيه مرتين عن فنادق المدينةالمنورة) إذ يصل سعر الحجرة خلال العشر الأواخر إلى 41 ألف ريال في سبيل مجاورة المسجد الحرام وقضاء ليلة روحانية لا تبعد سوى بضعة أمتار عن روضة من رياض الجنة. بدوره، أشار مدير الموارد البشرية في أحد الفنادق في المنطقة المركزية عبد المنعم رفاعي، إلى اضطراد ارتفاع أسعار الإقامة مع ارتفاع أسعار الخدمات، «فيتراوح سعر إفطار البوفيه المفتوح من 80 إلى 90 ريالاً للفرد الواحد أما سعر الفرد في وجبة السحور فلا يتجاوز 60 ريالاً كحد أقصى في الفنادق الفخمة». وقال ل «الحياة»: «تجد في المنطقة المركزية أسماءً لفنادق عالمية تقدم بحد ذاتها سياحة من نوع خاص تتجاوز السياحة الدينية مثل بعض الفنادق الفخمة إذ تأتي الغرف على شكل استديو يصل سعر الليلة فيها إلى 16 ألف ريال خلال أيام الذروة في رمضان إذ يدفع السائح ذلك المبلغ بغية قضاء ليالي روحانية في حجرات فخمة مطلة على أرحب البقاع». وأضاف: «في المدينة، نخبة من أشهر الفنادق المطلة على المسجد النبوي الشريف وأغلاها إذ يدفع الزائر مقابل قضاء ليلة واحدة نحو 1200 ريال خلال أيام السنة العادية في حين يرتفع السعر في رمضان إلى 10 آلاف ريال فيبلغ مجمل العشر الأواخر إلى 100 ألف ريال علماً أن سعر الليلة الواحدة في الجناح الملكي يصل إلى 90 ألف ريال». ويبدأ سعر الليلة في أحد فنادق المنطقة المركزية التي تمتد طولياً شاهقة نحو السماء فتبدو متصلة ببعضها البعض في المنطقة المركزية المطلة على ساحات المسجد النبوي الشريف من 1200 ريال لليلة الواحدة (وهذا السعر قابل للارتفاع في أوقات الذروة إلى1500 ريال لليلة الواحدة كسعر أدنى للفنادق الفخمة). ويرى أحد المستثمرين في المنطقة المركزية سالم صدقة أن سعر الليلة الواحدة في الفنادق غير المجاورة للمسجد النبوي الشريف يصل في أيام الذروة إلى 500 ريال، وأن الشقق المفروشة غير المطلة على المسجد النبوي الشريف في أنحاء المدينةالمنورة تجد إقبالاً من الزوار والسائحين الذين يبحثون عن سكن متواضع يتناسب وموازناتهم المادية، «فالشقة في مثل هذه الدور السكنية المفروشة تكون مكونة من غرفتين متواضعتين في الشكل والأثاث مع مطبخ متواضع وحمام ولذلك لا يتجاوز سعر الليلة فيها ال130 ريالاً، ومثل هذه الشقق والفنادق دون الثلاثة نجوم تشهد إقبالاً كبيراً فتتم الحجوزات لشهر رمضان مثلاً مع بداية رجب وحتى نصف شعبان الذي تمتلئ بعد نصفه قائمة الحجوزات ومن يأتي بعد ذلك يكون قد سجل على بند الاحتياط أو الفائض ومعظمهم من بلاد العالم الإسلامي وأصحاب الاقتصاد المنخفض، فيما بلغ عدد المشاريع الاستثمارية القائمة في المدينةالمنورة من فنادق ودور للزائرين ومراكز تجارية 86 مشروعاً يقدر حجم استثماراتها بنحو 6.2 بليون ريال من دون قيمة الأراضي المقامة عليها التي تقدر مساحتها بنحو 145 ألف متر مربع في أحد أغلى العقارات على مستوى العالم».