شهدت العلاقة بين فصائل سورية مسلحة توتراً في الساعات الماضية، وسط اتهامات واتهامات مضادة وتهديدات بالانسحاب من جبهات القتال ضد القوات النظامية. ففي محافظة ريف دمشق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات دارت ليلة أول من أمس بين «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) من طرف، و «فيلق الرحمن» من طرف آخر، في محور عربين بغوطة دمشقالشرقية، مشيراً إلى أن المواجهات استمرت حتى ساعات متقدمة ليلاً «دون معلومات عن سبب الاشتباكات... (التي) أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». ولفت إلى أن فصيلي «جبهة فتح الشام وفيلق الرحمن كانا يقاتلان على جبهة واحدة ضد جيش الإسلام خلال الاشتباكات التي جرت قبل أشهر بين جيش الإسلام من طرف، وجبهة فتح الشام وفيلق الرحمن وفصائل أخرى مساندة لهما من طرف آخر، وقضى فيها مئات المقاتلين». في غضون ذلك، أوردت شبكة «الدرر الشامية» أن التوتر «سيطر على ريف إدلب مع تبادل الاتهامات بين حركة أحرار الشام الإسلامية وفصيل جند الأقصى والتي طفت على السطح من جديد (أول من) أمس وتبعتها تحركات عسكرية على الأرض لجند الأقصى في الريف الجنوبي لإدلب، وحملة اعتقالات طالت كوادر الطرفين»، موضحة أن قتيلاً من «أحرار الشام» سقط في بلدة خان شيخون (ريف إدلب الجنوبي) التي سيطر عليها «جند الأقصى». ولفتت «الدرر» إلى أن تجدد الخلاف بين الطرفين يأتي «على خلفية اعتقال جند الأقصى مسؤول أمن الطرق في مدينة سراقب علي العيس... من منزله وإطلاق النار على زوجته وشقيقه، الأمر الذي دفع أحرار الشام إلى ملاحقة الخاطفين والتأكد من انتمائهم إلى جند الأقصى، ما دفعها إلى اعتقال عدة عناصر من الجند في سراقب لمبادلتهم بعلي العيس، الأمر الذي تم». واتهمت «حركة أحرار الشام»، «جند الأقصى» بالمشاركة في عمليات تهريب المقاتلين باتجاه مناطق سيطرة تنظيم «داعش» بعد ضبطها لسيارة تقوم بهذه المهمة قبل أيام، الأمر الذي دفع «جند الأقصى» إلى اعتقال مسؤول أمن الطرق الذي كشف العملية، في حين اتهم فصيل «جند الأقصى» حركة «الأحرار» بالتورط في عمليات اغتيال طالت عناصر من «الجند» والتورط بعمليات تفجير في إدلب. وتتهم فصائل عدة «جند الأقصى» بالتورط في عمليات اغتيال وتفجيرات عدة في إدلب بينها اغتيال القيادي في «فيلق الشام» مازن قسوم الذي تم اعتقال قاتليه في مدينة سراقب بعد اغتياله بدقائق وكُشف حينها تبعيتهم ل «جند الأقصى»، إضافة إلى كشف خلايا عدة ل «داعش» في مدينة إدلب ثبت انتماء أفرادها ل «الجند». وكان فصيل «جند الأقصى» انسحب قبل شهور من غرفة عمليات «جيش الفتح» بحجة أن فصائل فيه تريد محاربة «داعش». وعلى خلفية التوتر الجديد، أصدر فصيل «جند الأقصى» بياناً هدد فيه بالانسحاب من جبهات القتال الحالية في محافظة حماة من أجل التوجه لقتال «أحرار الشام» إذا لم تفرج الحركة عن عناصره المحتجزين، فيما ردت حركة «الأحرار» ببيان رفضت فيه تهديدات «جند الأقصى» واتهمته بالتعاون مع «داعش» وبعدم المشاركة أصلاً في معارك فك الحصار عن مدينة حلب.