شددت الكاتبة والأكاديمية السعودية سهام الطويري على أن المرأة السعودية حصلت على عدد كبير من حقوقها، بداية بإصدار بطاقة الهوية الوطنية عام 2001، وكذلك منح سيدات الأعمال حق تأسيس مشاريعهن الخاصة والخيرية، وفتح فرص التوظيف للنساء السعوديات في وزارة الخارجية، إضافة إلى تعيين نورة الفايز كأول امرأة تترشح نائباً لوزير التربية والتعليم قبل أربعة أعوام، لافتةً إلى أن الإعلام يعكس المظهر الاجتماعي والفكري الإجمالي للمجتمع، كونه المرآة العلمية والثقافية والاقتصادية والدينية والسياسية، وكل ما يعبر عن الحراك داخل المجتمع. وقالت الطويري خلال مشاركتها في الملتقى الرابع «المرأة والبرلمان» في جامعة الكويت أخيراً: «عند البحث عن المرأة بشكل خاص في أدوات الإعلام العربي أو على منصة الوعي السياسي، نجد أنها كيان لا يتجزأ من هوية المجتمع، وبالتنقيب عنها أكثر فإن الوجود الثقافي للمرأة في ذهن المجتمع العربي في الفترة الأخيرة ربطها بكثير من المعوقات الاجتماعية التي لا تزال تشكل عائقاً كبيراً أمام المشاركة السياسية الفاعلة في ظل غياب المناهج التربوية التي تعزز أهمية النشأة السياسية للمرأة مع عدم وجود برامج تقوم دور الأسر في آلية التربية التي ترسخ قيم الانتماء والمعرفة والحرية والتضحية وتغييب القيم الإسلامية في حق المرأة بفعل الأنساق التقليدية الموروثة». وأضافت أن الحكم على الإسلام وموقفه من قضية المرأة من خلال وضعها في العصور التي تشهد تدهوراً حضارياً وثقافياً ضمن الفترات اللاحقة لا يقترب من الحقيقة، لأن هذه الفترات الرجعية لا تشكل حكماً يستند عليه التقويم الحضاري، إضافة إلى أن هذه الفترات الرجعية من تاريخ الأمة خاضعة للتحكيم ولا يحتكم لها. وتابعت: «بالعودة إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، فإن التاريخ الإسلامي يشهد على مدى تفعيل دور المرأة السياسي في الحياة الإسلامية بعدما حررها الإسلام من الجاهلية بالنصوص القرآنية والتطبيق العملي، فمنحها مكانة ذات قدر عال من الأهمية في الحياة العامة»، مشيرةً إلى أن عصر صدر الإسلام شهد مشاركة المرأة في تأسيس الدولة الإسلامية من خلال المشاركة في الحروب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومشاركتهن للهجرة ليس إلا قراراً سياسياً صرفاً، خصوصاً أن فضل الهجرة لم يخصص للرجال من دون النساء. وأوضحت أن الرؤية الإسلامية تسعى إلى دمج النساء وانخراطهن في صفوف المجتمع بعدالة، كما أن مبايعة النساء للرسول بعد صلح الحديبية وفتح مكة تمثل بعداً سياسي ذا أهمية بالغة من ناحية الدعم والمساندة لولي الأمر. ولفتت إلى أن التنشئة الاجتماعية الخارجة من رحم العادات والتقاليد لا ترسخ سوى القيم الموروثة، أما القيم الجديدة فلا تستوعبها، «بمعنى أن العادات هي الأصل، أما الجديد فهو الطارئ، ومن ثم فإن النتيجة الحتمية هي انعدام الإبداع في حياتنا، وهذا الاتجاه يتعزز في سائر مؤسسات التنشئة الاجتماعية، خصوصاً وسائل الإعلام التي تسوق للثقافة الرخيصة، ما يسهم في تزييف وعي المرأة». وذكرت أن التناقض يبدو صارخاً في المجتمعات الاستهلاكية للمظاهر المادية للحضارة من دون الإنتاجية، فيظهر بين الحضارة المادية والقيم المتخلفة التي تسود المجتمع، ويتمثل هذا التناقض في عدد من القضايا التي يتداولها المجتمع كقضايا المرأة والتعاطي معها، من خلال عزلها عن المجتمع، إلا أن الحقيقة تقف مع زوال الحواجز بين الجنسين في مجال التعليم والتفاعل الاجتماعي، لأن من شأن ذلك تقوية شخصية المرأة وزيادة إنتاجيتها بجانب الرجل كما يصبح لها من الحقوق والواجبات بقدر ما للرجل.